responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 416
المؤمن كلما مسه تعب الحياة ولغوبها، وهذا مصداق قول الله تعالى: (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ) [المعارج: 19 - 23].
ثانيا: تأسيس وتثبيت القيم الأخلاقية:
فقد جاء المنهاج الرباني في العبادة ليتمم مكارم الأخلاق، ويدعو الناس إلى المثل العليا، والفضائل الكريمة كالصبر، والمثابرة، والسماحة، والسخاء، والصدق، والتراحم، والمواساة، والأمانة، وغيرها من القيم التي تقوم عليها قيمة الفرد والمجتمع، والتي تحقق للإنسان سعادته في الدنيا فضلا عن الآخرة، وللعبادات بأنواعها مهمة عظيمة في تثبيت هذه الأخلاق، وتدعيمها، وغرسها في نفس المؤمن ووجدانه، (فالصلاة) مثلا تعود المؤمن الصبر، والدأب، والإخلاص والنظام، حتى تصبح جميعا خلقا راسخا في النفس، فالمسلم النائم حين يقوم من لذة الذكرى على نداء المؤذن (الصلاة خير من النوم)، وكذلك حين ينسحب من ضجيج الأسواق والبيع والشراء ملبيا لنداء (حي على الصلاة)، ثم لا يزال دأبه هكذا عبر الساعات، والأيام، والأعوام، فهذا وأمثاله لا بد أن تتربى فيهم هذه المعاني الخلقية العلية.
(والزكاة) التي أخذت من معنى الزيادة، والنماء، والتطهير، لها -هي الأخرى- أكبر الأثر في تنقية الخلق من زخم الشح والبخل والإمساك، وفي طبعه بطبائع البذل، والعطاء، والسخاء، كذلك تستل سخيمة صدور المحتاجين، وتبدل به شيئا من خلق الحب والمودة، أو على الأقل سلامة الصدر، فتشيع في المجتمع تبعا لذلك كل علائق التداني والتقارب، وتتداخل صلاة الناس بمشاعر الألفة، وإلى مثل هذا يشير قوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ) [التوبة: 103].
(والصوم) له عمله الأساسي في تربية الإرادة الإنسانية والضمير الحي اليقظ الذي يتعامل على أساس من رقابة الله تعالى له، وإطلاعه عليه، فضلا عن غرس

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست