responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 424
ثانيًا: تحرير العبادة من رق الكهنوت:
إن رجال الدين جعلوا من أنفسهم في الديانات النصرانية واليهودية وسطاء بين الناس وبين الله.
ومن ثم قيدوا العبادات بمكان معين، يدخل في سلطتهم لا تجوز إلا فيه وقيدوها بوسيط معين، يقوم بعملية السرقة من أموال الناس باسم الدين، وجعلوا لذلك مراسيم وطقوس كهنوتية خاصة لا تقبل بدونها.
وقد بالغ رجال الدين المسيحي في العصور الوسطي في فرض هذه المظاهر الكهنوتية فعلقوا في معابدهم رسوما وتماثيل للعذراء والمسيح، وعدتها الكنيسة شعائر تعبدية واجبة التقديس.
وكان من أعجب ما صنعوه أنهم اتخذوا من الجنة مصدرًا للثروة يبيعون منها قراريط وأسهما لمن يدفع الثمن المعلوم، وعلى قدر المدفوع يكون عدد الأسهم.
ومن الطرائف اللاذعة ما حكوا أن أحد الأثرياء اليهود أراد أن يقابل هذه السخريات العجيبة بسخرية أمر وأعجب، فقد ذهب إلى أحد البابوات ولم يشتر منه الجنة، كما كان يفعل المسيحيون، ولكنه اشترى منه صفقة أخرى هي: جهنم! فباعها له بثمن بخس؛ لأنها سلعة لا يرغب فيها أحد؛ ولكن اليهودي الماكر أعلن للمسيحيين جميعا: ألا يبالوا بشراء الجنة بعد اليوم، لأنه هو قد اشترى من البابا جهنم، ولن يدخل أحد فيها قالوا: فعاد البابا واشتراها بأضعاف ما باعها به!! [1].
والرؤساء والروحانيون في المسيحية يزعمون أن لهم سلطة المنح والمنع والغفران والحرمان، والإدخال في رحمة الله، والطرد منها، لأن المسيح قال لبعض تلاميذه على حد زعمهم: سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما ربطته على الأرض يكون مربوطا في السماوات، وكل ما حللته على الأرض يكون محلولا في السماوات [2].

[1] انظر: العبادة في الإسلام (149).
[2] انظر: إنجيل متى (16، 19).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست