responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 443
وعلى هذه النظرة؛ وهذه القواعد قامت مجتمعات الجاهلية في كل مكان، كاليونان والرومان، وقديما، كالحضارة الأوروبية المعاصرة التي تمثلها أصدق تمثيل، وتزيد عليها بما اخترعته من أساليب في تأصيل مناهجها الضالة.
ونكتفي بضرب مثال واحد وهو نتيجة حتمية لكل الجاهليات في التاريخ [1]، وخلاصته أن برلمان ألمانيا الغربية بتاريخ (9/ 6/1973م) وافق بأغلبية 254 صوتا ضد 203 على شروع قانون الحكومة بإجراء تعديلات خطيرة في القوانين المتعلقة بالجنس وفي مقدمتها:
1 - رفع الحظر عن تبادل الزوجات.
2 - إباحة ممارسة الشذوذ الجنسي بين الرجال بموافقة الطرفين من سن 21 سنة.
3 - السماح ببيع مطبوعات الجنس الفاضحة لأي مواطن جاوز 18 سنة [2].
وهذه مرحلة لن تقف عندها الحيوانية المادية؛ بل لا بد أن تطلب مزيدا من الانحلال، ثم تلتمس له -بحجة الأمر الواقع- حماية التشريعات والحكومات؛ وقد حدث هذا بالفعل في كثير من المجتمعات الغربية حتى أصبح إلفا وعرفا يستغني بشيوعه عن تشريعه، بل أصبح مذهبا في الحياة، ومنهجا للقيم تصنف على أساسه المجتمعات ويوصم بالجمود والرجعية من لم يعتنقه فكرا وعملا؛ بل أدهى من ذلك أن أساقفة الكنيسة الإنجليزية كانوا على رأس مؤيدي القوانين التي تبيح الشذوذ الجنسي بين الرجال (اللواط)؛ مخالفين دينهم بل كل خلق إنساني شريف [3].
ب- الرهبانية السلبية:
وهي الوجه الآخر المضاد للخط السابق، قادت الجاهليات فيه أفواجا من البشر إلى العدم والسلبية، وصادمت الفطرة السليمة التي وقعت دائما بين امتداد فاحش مدمر، أو تقلص متلف مهلك.

[1] انظر: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ للندوي (48)، في جاهلية الهند.
[2] انظر: المنهاج القرآني في التشريع (164).
[3] انظر: المرجع السابق (165).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست