responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 444
(والرهبانية):
كسابقتها جاءت نتيجة فهم قاصر للكيان الإنساني، ولطريقة التعامل معه، ومن أسباب نشأتها أن فريقا من البشر نظروا إلى الحياة فوجدوها مليئة بالآلام والمتاعب، فأرجعوا ذلك إلى كثر الانهماك في الملذات والشهوات، ورأوا أن خير وسيلة تستطيع الروح أن تنحو بها هي التخلص من مطالب الجسد المادية، وتخفيف ذلك، والتخلص من الرغبات، والمنع بالمجاهدات العنيفة، والفرار من الحياة إلى الكهوف، والمغارات والمفاوز، واعتزال الناس قدر المستطاع، وإتعاب الجسد، وإحكام الطوق حول النفس حتى لا تنال شهوة أو متعة تطيل شقاءها في هذه الأرض، وبذلك نشأت هذه الرهبانية المذلة المهلكة كرد فعل للشهوانية المتهاكلة والرهبانية غير الزهادة، والتعفف المعتدل، والمجاهدة التي تقوم على بناء محكم لتصمد في وجه المغريات، وهي تشق طيقها في الحياة، كما هو الحال في المنهاج الإلهي الحكيم في كل عصر، وإنما هي فلسفة حياة تقوم على الهرب من الحياة، وإطراح تكاليفها، ومما كان له أفدح الآثار على أمم وأجيال ولا يزال وأنكد الرهبانيات جميعا ما اتخذ سمة العقائد والأديان، وانعكست بذلك سلوك وأخلاق ما أنزل الله بها من سلطان وإذا أردت الاستزادة، فانظر إلى عقيدة الهندوس التي انبثقت منها الرهبانية الهندية التي دستورها مبني على عقائد شركية وعبادة منحرفة، وأخلاق بعيدة عن الصراط المستقيم وتزكيتهم لأنفسهم بنيت على الزهادة المفرطة بالصوم، وأرق الليل وتعذيب النفس، حتى يصير أسير الحرمان، ويحمل نفسه ألوانا من البلاء، ويبدو دائما كثير الأحزان والهموم، والخوف والتشاؤم [1].
وعندهم يف (شرائع منو) القرن الثالث قبل الميلاد: (أن طالب العلم يتجنب الحلوي، واللحوم والروائح الطيبة، والنساء، ولا يكتحل، ولا يلبس حذاء ولا يتظلل بالشمسية، وعليه ألا يهتم يرزقه بل يحصله بالتسول).

[1] انظر: المنهاج القرآني في التشريع (168).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست