responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 78
الوجه الخامس: كونها لا تجتمع على ضلالة:
وذلك أنها أمة ورثت الرسل في القيام بهداية البشر ودعوتها إلى ما دعا إليه سائر الرسل من الإيمان بالله وعبادته وحده، فهي ذات رسالة تبلغها، وتستمر في إبلاغها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك ما كان لهذه الأمة أن تضل عن مهمتها ورسالتها مهما طال عليها الأمد، وامتد بها الأجل لأنها إن ضلت هي فلن يهتدي أحد، لانقطاع الوحي والرسالة.
وقد يضل بعض أفرادها وطوائفها عن الحق، بل قد يكفر ويلحد وينافق طوائف منها ولكنها لا تجمع ولا تجتمع على ذلك أبدًا، بذلك أخبرنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، فقال فيما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة" [1].
بخلاف من قبلها من الأمم، فإنه كان الحق يغلب فيهم حتى لا تقوم به طائفة منهم، فهؤلاء أهل الكتاب، اليهود منهم والنصارى، اندثر الحق والدين الصحيح بينهم وانقرضت الفرقة التي كانت على الحق أو انحرفت، وأصبحت فرقهم كلها على ضلال وكفر وشك، فهاهم بسائر فرقهم وطوائفهم قد أجمعوا على الضلالة والكفر وأعرضوا عما جاء به الإسلام من الحق فليس منهم رجل رشيد.
أما هذه الأمة فإنها والحمد لله لا تجتمع على ضلالة أبدًا، بل لا بد أن تبقى طائفة منها على الدين الصحيح ظاهرة قائمة به، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون" [2]. وفي رواية أخرى: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" [3].

[1] ابن أبي عاصم: السنة (1/ 41) وحسنه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 319 - 320) رقم الحديث (1331).
[2] صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالسنة، باب لا تزال طائفة (7/ 189)، الحديث رقم (7311). أخرجه ابن ماجة: المقدمة، باب اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (1/ 6 رقم الحديث 10).
[3] المرجع السابق.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست