نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 79
فأمة تثبت على الهدى والتوحيد، ولا يذهب فيها نور النبوة والقرآن؛ بل لا يزال مشتعلا مضيئا في يدها تحمله جيلا بعد جيل إلى أن تلقى الله به آخر طائفة منها، لا شك أنها خير الأمم التي عرفتها البشرية، بما لم توغل كما أوغل الكثير من الأمم قبلها في الكفر والضلالة، وبما يبقى فيها من الخير والهدى ما لم يبق في غيرها من الأمم [1].
الوجه السادس: كون الكتاب الذي أنزل عليها خير الكتب السماوية، وذلك من وجوه:
1 - إنه الكتاب الذي وصفه الله بأنه أحسن الحديث الذي أنزله.
فقال تعالى: (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَّشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23].
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: (هذا مدح من الله عز وجل لكتابه القرآن العظيم المنزل على رسول الكريم) [2]. وهو نص في أن القرآن الكريم أفضل وأحسن من غيره من الكتب السماوية التي أنزلها الله -عز وجل- قبله.
2 - إنه الكتاب السماوي الوحيد الذي تكفل الله بحفظه وصيانته من الزيادة والنقصان ومن التحريف والتبديل.
فقال جل وعلا: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]. فالمراد بالذكر: القرآن، والضمير في قوله: (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) راجع إليه على الصحيح.
قال فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي [3] -رحمه الله-: ( ... وهذا هو [1] انظر: وسطية أهل السنة بين الفرق (219). [2] انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (7/ 84). [3] هو الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي العلامة الأصولي المفسر اللغوي الحافظ، المالكي مذهبا صاحب التصانيف، ومنها أضواء البيان في تفسير القرآن، آداب البحث والمناظرة، توفى بمكة عام 1393هـ، انظر: الأعلام (6/ 45).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 79