نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 86
فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثني الله" [1].
وقوله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أخرى: "لا تفضلوا بين الأنبياء" [2].
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى" [3]. فإن المراد بالنهي: التفضل المؤدي إلى تنقص المفضول من الأنبياء وهذا غير لازم لتفضيل النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهم أفاضل وهو أفضلهم من غير نقص أو تنقص لمكانتهم صلوات الله وسلامه عليهم.
وقال بعض أهل العلم: (المراد بالنهي: التفضيل المؤدي إلى الخصومة والتنازع وقال بعضهم إنه -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تفضيله على موسى أو غيرهم من الأنبياء تواضعا وتأدبا وإلا فهو أفضلهم) [4].
عموم رسالته:
وإن من أعظم ما به فضل نبي هذه الأمة صلوات الله وسلامه عليه، ما خصه الله به، من عموم البعثة، وشمول الرسالة لجميع الأمم، وليس ذلك لأحد قبله من إخوانه الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام وفي بيان عموم رسالته يقول المولى تبارك وتعالى: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) [الأعراف: 58].
قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره -رحمه الله-: (يقول -تعالى ذكره-لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- قا يا محمد للناس كلهم: (نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) لا إلى بعضكم دون بعض، فمن كان منهم أرسل كذلك، فإن رسالتي ليست إلى بعضكم دون بعض، ولكنها إليكم جميعكم) [5]. [1] أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء، باب وفاة موسى، (6/ 441) رقم الحديث (3408). [2] انظر: الفتح (6/ 444)، وتخريج الألباني لشرح الطحاوية (171). [3] أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (6/ 450) [4] انظر: فتح الباري (6/ 446). [5] انظر: تفسير الطبري (13/ 170).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 86