responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 85
القرآن في سورة الأحزاب: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [الأحزاب: 7]، وفي الشورى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشورى: 13] ولا خلاف أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أفضلهم ثم بعده إبراهيم ثم موسى على المشهور) [1].
فنبينا -صلى الله عليه وسلم- أفضل الخلق قاطبة، وهو سيد البشر، كما أخب عن ذلك -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بم ذاك؟ " [2] ثم بين -صلى الله عليه وسلم- أنه يشفع للخلق يوم القيامة حين لا يشفع هذه الشفاعة العظمى غيره من الأنبياء والرسول عليهم أفضل الصلاة والسلام، قال -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشف عنه القبر، وأول من شافع وأول مشفع" [3]، وهو -صلى الله عليه وسلم- حين يقول ذلك ويخبر به لا يقوله من باب التفاخر والتعالى، فقد صرح بنفي الفخر في رواية أخرى، فقال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" [4]. وإنما قاله لوجهين.
أحدهما: امتثال قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى: 11].
والثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه -صلى الله عليه وسلم- بما تقتضي مرتبته، كما أمرهم الله تعالى [5].
ولأنه لا يمكننا معرفة ذلك إلا بخبره -صلى الله عليه وسلم- إذ لا نبي بعده يخبرنا بعظيم قدره عند الله [6]، ولا يشكل على تفضيله -صلى الله عليه وسلم- على غيره من الأنبياء والمرسلين، ما ورد من قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة: "لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون

[1] تفسير القرآن العظيم (5/ 85).
[2] أخرجه مسلم كتاب الإيمان، باب أدني الجنة منزلة (1/ 84، رقم الحديث 327).
[3] أخرجه مسلم، كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا محمد على جميع الخلائق (4/ 1782، رقم 2278).
[4] أخرجه ابن ماجه كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة، (2/ 1440) رقم الحديث 4308، وصححه الشيخ الألباني. انظر: صحيح ابن ماجه (2/ 430).
[5] النووي: شرح صحيح مسلم (15/ 37).
[6] انظر: ابن أبي العز، شرح الطحاوية (174).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست