نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 84
وزائدًا عليها بفضائل كثيرة وهو الكتاب الوحيد الذي تحدى الله الجن والإنس أن يأتوا بمثله أو بمثل سورة من سوره.
وإن اختيار الله -عز وجل- لكتاب بهذه العظمة وهذا الفضل ليكون الكتاب الذي ينزل على هذه الأمة ليدل على فضل هذه الأمة وخيريتها، وقال الحافظ ابن حجر مبينا مناسبة إيراد الإمام البخاري لحديث ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم، كما بين صلاة والعصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى، كمثل رجل استعمل عمالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود، فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء، قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ فقالو: لا، قال: فذاك فضلي أوتيه من شئت" [1]. ومناسبة الحديث؛ من باب من جهة ثبوت فضل هذه الأمة على غيرها من الأمة على غيرها من الأمم وثبوت الفضل لها بما ثبت من فضل كتابها الذي أمر بالعمل به [2].
الوجه السابع: كون نبيها أفضل الأنبياء والرسل عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام:
لقد بين -عز وجل- في كتابه الكريم أنه فضل بعض الرسل والأنبياء على بعض فقال: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253]، وقال في آية أخرى: (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا) [الإسراء: 55].
قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: ( ... ولا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء وأن أولى العزم منهم أفضلهم، وهم الخمسة المذكورون نصا في آيتين من [1] أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام (9/ 66، رقم الحديث 5021). [2] فتح الباري (9/ 67).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 84