responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 240
دورا أصيلا عظيما. وأول ما يصنعه الإيمان في الكائن البشري، حين تستقر حقيقته في قلبه، هو سعة تصوره لهذا الوجود، ولارتباطاته هو به، ولدوره هو فيه وصحة تصوره للقيم والأشياء والأشخاص والأحداث من حوله وطمأنينته في رحلته على هذا الكوكب الأرضي حتى يلقى اللّه، وأنسه بكل ما في الوجود حوله، وأنسه باللّه خالقه وخالق هذا الوجود وشعوره بقيمته وكرامته وإحساسه بأنه يملك أن يقوم بدور مرموق يرضى عنه اللّه، ويحقق الخير لهذا الوجود كله بكل ما فيه وكل من فيه.
فمن سعة تصوره أن يخرج من نطاق ذاته المحدودة في الزمان والمكان، الصغيرة الكيان، الضئيلة القوة. إلى محيط هذا الوجود كله، بما فيه من قوى مذخورة، وأسرار مكنونة وانطلاق لا تقف دونه حدود ولا قيود في نهاية المطاف. فهو، بالقياس إلى جنسه، فرد من إنسانية، ترجع إلى أصل واحد. هذا الأصل اكتسب إنسانيته ابتداء من روح اللّه. من النفخة العلوية التي تصل هذا الكائن الطيني بالنور الإلهي. النور الطليق الذي لا تحصره سماء ولا أرض ولا بدء ولا انتهاء. فلا حد له في المكان، ولا حد له في الزمان. وهذا العنصر الطليق هو الذي جعل من المخلوق البشري هذا الإنسان .. ويكفي أن يستقر هذا التصور في قلب إنسان ليرفعه في نظر نفسه، وليكرمه في حسه، وليشعره بالوضاءة والانطلاق وقدماه تدبان على الأرض، وقلبه يرف بأجنحة النور إلى مصدر النور الأول الذي منحه هذا اللون من الحياة. وهو، بالقياس إلى الفئة التي ينتسب إليها، فرد من الأمة المؤمنة. الأمة الواحدة، الممتدة في شعاب الزمن، السائرة في موكب كريم، يقوده نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وإخوانهم من النبيين، صلوات اللّه عليهم أجمعين .. ويكفي أن يستقر هذا التصور في قلب إنسان، فيشعر أنه فرع من تلك الشجرة الطيبة الباسقة المتطاولة، العميقة الجذور، الممتدة الفروع، المتصلة بالسماء في عمرها المديد .. يكفي أن يشعر الإنسان هذا الشعور ليجد للحياة طعما آخر وليحس بالحياة إحساسا جديدا، وليضيف إلى حياته هذه حياة كريمة، مستمدة من هذا النسب العريق.
ثم يتسع تصوره ويتسع حتى يتجاوز ذاته وأمته وجنسه الإنساني ويرى هذا الوجود كله. الوجود الصادر عن اللّه، الذي عنه صدر، ومن نفخة روحه صار إنسانا. ويعرفه إيمانه

نام کتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست