responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 241
أن هذا الوجود كله كائن حي، مؤلف من كائنات حية. وأن لكل شيء فيه روحا، وأن لهذا الكون كله روحا .. وأن أرواح الأشياء، وروح هذا الكون الكبير، تتوجه إلى بارئها الأعلى - كما تتوجه روحه هو - بالدعاء والتسبيح وتستجيب له بالحمد والطاعة، وتنتهي إليه بالإذعان والاستسلام. فإذا هو في كيان هذا الكون، جزء من كل، لا ينفصل ولا ينعزل. صادر عن بارئه، متجه إليه بروحه، راجع في النهاية إليه. وإذا هو أكبر من ذاته المحدودة. أكبر بقدر تصوره لضخامة هذا الوجود الهائل. وإذا هو مأنوس بكل ما حوله من أرواح. ومأنوس بعد ذلك كله بروح اللّه التي ترعاه. وعندئذ يشعر أنه يملك أن يتصل بهذا الوجود كله، وأن يمتد طولا وعرضا فيه وأنه يملك أن يصنع أشياء كثيرة، وأن ينشئ أحداثا ضخمة، وأن يؤثر بكل شيء ويتأثر. ثم يملك أن يستمد مباشرة من تلك القوة الكبرى التي برأته وبرأت كل ما في الوجود من قوى وطاقات. القوة الكبرى التي لا تنحسر ولا تضعف ولا تغيب. ومن هذا التصور الواسع الرحيب يستمد موازين جديدة حقيقية للأشياء والأحداث والأشخاص والقيم والاهتمامات والغايات. ويرى دوره الحقيقي في هذا الوجود، ومهمته الحقيقية في هذه الحياة. بوصفه قدرا من أقدار اللّه في الكون، يوجهه ليحقق به ويحقق فيه ما يشاء. ويمضي في رحلته على هذا الكوكب، ثابت الخطو، مكشوف البصيرة، مأنوس الضمير. ومن هذه المعرفة لحقيقة الوجود حوله، ولحقيقة الدور المقسوم له، ولحقيقة الطاقة المهيأة له للقيام بهذا الدور. من هذه المعرفة يستمد الطمأنينة والسكينة والارتياح لما يجري حوله، ولما يقع له. فهو يعرف من أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وإلى أين يذهب؟ وماذا هو واجد هناك؟ وقد علم أنه هنا لأمر، وأن كل ما يقع له مقدر لتمام هذا الأمر. وعلم أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأنه مجزي على الصغيرة والكبيرة، وأنه لم يخلق عبثا، ولن يترك سدى، ولن يمضي مفردا ..
ومن هذه المعرفة تختفي مشاعر القلق والشك والحيرة الناشئة عن عدم معرفة المنشأ والمصير وعدم رؤية المطوي من الطريق، وعدم الثقة بالحكمة التي تكمن وراء مجيئه وذهابه، ووراء رحلته في ذلك الطريق. يختفي شعور كشعور الخيام الذي يعبر عنه بما ترجمته:
لبست ثوب العمر لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر

نام کتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست