نام کتاب : الصراع الفكري في البلاد المستعمرة نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 81
الأمام، أية قوة تعزز كفاحه كما بينا ذلك في الفصول السابقة.
والواقع أن مجتمعنا أصبح يعاني في قيادته أزمة أخلاقية وفكرية، تجعله عامة لا يحقق للأفكار شروط حصانتها وفعاليتها فيه، حتى إنها تكون معرضة للدس إما لضعف أخلاقي يحيط بها وإما لضعف فكري يخذلها.
غير أننا إذا ما فحصنا هذه الحالة على ضوء تجربة طويلة، فسوف نجد أن الضعف الفكري هو أقوى العوامل تأييداً ومساعدة، لمساعي الاستعمار في جبهة الصراع الفكري.
فالتجربة تكشف لنا أن مأساة الأفكار عندنا تدور فعلاً على هذا المحور.
ويمكنني أن أذكر، على سبيل المثال، وتأييداً لهذا الرأي، قصة تتصل بموقف جمعية الطلبة الجزائريين المسلمين، بالجزائر. عندما صدر هناك سنة 1948م، كتاب (شروط النهضة ومشكلات الحضارة).
إن هذه الجمعية قامت برد فعل غريب، فنشرت في الصحافة بلاغاً يدين الكتاب المذكور على أنه مضر بقضية الشعب.
ولا شك أن هذا (الإيحاء) قد أتى عن طريق طالبين أو ثلاثة، يستخدمهم الاستعمار لحسابه في مثل هذه المهمات.
ولكن هل (تَعَفُّن) طالبين أو ثلاثة هو أساس المشكلة؟ أم الضعف الفكري الغريب الذي أبداه مئتان أو ثلاث مئة طالب حينما تقبلوا دون أية رقابة، الإيحاء الموجه ضد الكتاب؟
وكذلك الأمر سنة 1954م حينما صدر كتاب (وجهة العالم الإسلامي) للمؤلف نفسه، فإن جمعية العلماء الجزائريين كأنما قد أرادت أن تصدر حكماً بإدانته، بطريق غير مباشر، فسحبت من مؤلفه منحة شهرية كانت تزعم أنها
نام کتاب : الصراع الفكري في البلاد المستعمرة نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 81