نام کتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : الخطيب، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 172
ثم كيف يصح قول هذا الدعي: "غير أنا نقول بالمحكم ونرجع إليه" كيف يقول هذا، وأي محكم يقول به. ويرجع إليه من كتاب الله، وهو الذي يقول: "إن أحكام الدين لا يمكن أخذها من الكتاب والسنة؛ لأن فيها الناسخ والمنسوخ والخاص والعام، والمطلق والمقيد. إلى آخر هذا الإلحاد والكفر؟ ولكن لا عجب.. فالمنافق كالحرباء يتلون بكل لون، ولا يكون على لون واحد أبداً ثم يقول هذا المنافق، مخاطبا أهل التوحيد: "قمتم بعد أن ذهب الله بزعماء تلك المذاهب والنحل، وانتشرتم بعد أن طوى دعاة تلك البدع، تدعون الناس بما لا ينفعهم في الدنيا، ولا ينجيهم في الآخرة، تخلطون لهم الحق بالباطل، والظن باليقين تحرفون الكلم عن مواضعه.. تقولون هذا من عند الله، وما هو من عند الله. تنادونهم أن ارجعوا إلى الدين وأنتم عنه أبعد، تأمرون بالبر وتنسون أنفسكم.. تقولون بأفواهكم ما ليس في قلوبكم.. ترسلون دعاة بأجسام إنسانية وأرواح شيطانية، يوسوسون لأناس عاشوا في الجهل، وأقاموا حديثا في مهد.. ما عرفوا من الدين إلا الاسم، وما نظروا من العلم إلا الرسم فيزينون لهم غروراً ويغوونهم مشروراً، والله لا يصلح عمل المفسدين. "وهذا كلام فيه سباب وفحش، وليس فيه موقف يقف به محاجا أهل التوحيد فيما يدعون إليه من دين الله، وما يهدمون به من أوثان الشرك. ثم بأي لغة أعجمية ركيكة يتكلم هذا الدعي الذي ينصب نفسه للذود عن دين الله، والنصح للمسلمين وهو لا يعرف أساليب العربية التي نزل بها القرآن؟ فليس في لغة العرب ما يجيز له أن يقول: "لا نختلف بأصول الدين" وإنما الصواب أن يقول: "لا نختلف في أصول الدين.. فما جاء في لغة العرب ولا في كتاب الله أن
نام کتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : الخطيب، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 172