نام کتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : الخطيب، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 177
وإنه ما انتكس أمر المسلمين، وما ذهبت ريحهم إلا بعد أن سد باب الاجتهاد، الأمر الذي أدى إلى قطع الصلة بين المسلم وبين كتاب الله وسنة رسوله ليتلقى منهما -بعد التدبر والبحث- الحكم فيما يعرض له من أمور حادثة من مواليد العصر الذي يعيش فيه، تلك المواليد التي لا تنقطع أبدا. وقد أدى سد باب الاجتهاد إلى أمرين خطيرين، كان لهما هذا الأثر السيئ فيما صار إليه أمر المسلمين من ضعف وتخلف في مسيرة الحياة، ومن تراكم زحوف البدع والخرافات التي غيرت معالم الدين، وأوقعتهم في ضلالات الشرك. وأول هذين الأمرين، هو وقوف المسلمين حيث هم لا يخطون خطوة إلى الأمام في حين أن الحياة تسير سيرا حثيثا إلى الأمام، لا تتوقف لحظة أبدا، بل تنطلق بالناس في سرعة الصواريخ. والأمر الثاني: هو أن يتحلل المسلمون مما كان سائدا في عصر تدوين المذاهب الأربعة، وأن يأخذوا بما جد في عصرهم، المؤثر بلا شك في أمور دينهم، متابعين ومقلدين أهل الغرب، غير ناظرين أو راجعين في هذا إلى الكتاب والسنة؛ لأن باب الاجتهاد قد سد في وجوههم..!! فإذا دعا الشيخ محمد بن عبد الوهاب المسلمين إلى فتح باب الاجتهاد؛ ليخرجوا من هذا السجن المطبق عليهم وليلتقوا بكتاب الله وسنة رسوله، ليجدوا منهما النور الهادي إلى طريق الحق فيما يأخذون أو يدعون من كل ما يجدّ من أمور -إذا دعا الشيخ إلى هذا، عده أعداء الإسلام فتنة.. يريدون بهذا أن يأخذ المسلمون بما يرون من حياة الأوربيين، وأن يقطعوا صلتهم بالإسلام، وبما تقرره شريعة الإسلام.
التوسل بالأنبياء والأولياء:
ثم يقول المؤيد العظمى في رسالته، التي يؤيده فيها الشيطان في التوسل بالأنبياء والأولياء: "إن علماءنا -أي علماء هذا المذهب الضال- ما قالوا بالتوسل بالأنبياء
نام کتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : الخطيب، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 177