نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى جلد : 1 صفحه : 135
حادي عشر: إيراد فهوم خاطئة من أدلة صحيحة من الكتاب والسنة. فقد يورد المنصر آيات من كتاب الله الحكيم، وأحاديث صحّت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكنّه يحملها على غير ما دلّت عليه، وعلى خلاف ما فهمه منها السلف الصالح. ومن ذلك الأمثلة التّالية:
المثال الأول: القول بأنَّ الإسلام يبيح الزنا والسرقة بدليل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وإن زنا وإن سرق) [1].
وهذا الفهم سقيم، لا يقول به من له أدنى معرفة بأحكام الإسلام وحدوده.
ولا أدري كيف يقال عن دين أنّه يبيح الزنا؛ وهو يحد فاعله بالجلد مائة والتغريب عاماً لغير المحصن، وبالرجم بالحجارة إلى الموت للمحصن؟! أم كيف يبيح السرقة وهو يحد فاعلها بالقطع؟!
والحديث بتمامه إنّما يدلّ على فضل التّوحيد، وأنّ من مات لا يشرك بالله شيئاً فإنّ مصيره الجنّة، وإن ارتكب شيئاً من الكبائر فهو تحت مشيئة الله؛ إنْ شاء عذّبه عدلاً، وإنْ شاء غفر له فضلاً [2].
وإذا كانت السّرقة والزّنا مباحة في الإسلام فلمَ هيَ غيرُ منتشرة في المجتمعات الإسلاميّة بنفس النسب في باقي المجتمعات، مع قيام الدّاعي لها من شدّة الفقر؟!
لقد حفظ الإسلام بتعاليمه أموال النّاس وأعراضهم وأنفسهم وعقولهم، وأعطى في ذلك حلولاً للبشريّة تكفل لها الرّاحة والسّعادة والأمن.
المثال الثّاني: القول بأنَّ الإسلام يعطي النبي - صلى الله عليه وسلم - حق التزوج بمن شاء من نساء المسلمين ولو كنّ متزوجات، بدليل قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [3]. [1] جزء من الحديث المتفق عليه من رواية أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (أتاني جبريل - عليه السلام - فبشرني أنّه من مات مِن أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟، قال: وإن زنى وإن سرق). انظر: صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ح3222، ص797. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة ومن مات مشركاً دخل النّار، ح94، 1/ 56. [2] انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز الحنفي، ص369 - 370. [3] سورة الأحزاب، من الآية 6.
نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى جلد : 1 صفحه : 135