responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى    جلد : 1  صفحه : 299
وهذه الرواية وردت في بعض التفاسير وغيرها، ولا دلالة فيها على ألوهية المسيح، فإنّ السجود عند تلك الأقوام كان من معانيه الاحترام والتقدير كما تقدم، وكما ورد في الكتاب النصرانيّ المقدّس في مواضع كثيرة، كسجود إبراهيم - عليه السلام - للملائكة، وسجود لوط - عليه السلام - للملكين، وسجود يوسف - عليه السلام - لأبيه، وسجود إخوته له [1].
ولو ذَكر هذا المنصر الرّواية كاملة لعرف جمهوره أنّها تصرّح بأنّ عيسى - عليه السلام - عبدٌ لله،
ونبيٌّ من جملة الأنبياء [2].
وكيف يصح ما أرادوا والرواية في كتابهم المقدس لا تبلغ حد السجود، وإنما اكتفت بقول: (ارتكض الجنين ابتهاجاً في بطني) [3]، بل إنّ يحيى لم يعرف عيسى-^- لما التقاه بعد أنْ أصبحا كبيرين، فكيف عرفه وهو جنين وسجد له [4].
الأمر الثّالث: وأمّا القول بأنّ عيسى - عليه السلام - وُصف في حديث صحيح بأنّه علاّم الغيوب؛ فلم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل هو اختلاق من قائله جزماً؛ لا أظنه سبق إليه.
وإذا تأملنا كتاب النّصارى المقدّس نجد فيه من النصوص ما يدل على أنّ المسيح لم يكن يعلم الغيب.
فإنّه لو كان يعلم الغيب ما جهل أنّ اليهود ومن معهم سيقبضون عليه ويقتلونه على الصّليب؛ كما في رواية الكتاب النصراني المقدس، فإنّ فيه: (ثم أبعد قليلاً وسقط على وجهه يصلي فيقول: يا أبت، إن أمكنَ الأمرُ، فلتبتعد عني هذه الكأس، ولكنْ لا كما أنا أشاء، بل كما أنت تشاء) [5].
وفي ذات الرّواية كان يسائل ربّه عن سبب تخلّيه عنه، فقد كان يظن أنّ ربّه سيجنبه هذه الكأس: (ونحو الساعةِ الثالثةِ صرخَ يسوعُ صرخةً شديدة قال: إيلي إيلي لما شبقتاني؟،

[1] التكوين 18: 2، 19: 1، 48: 12، 43: 26 (على التّرتيب). والأمثلة على ذلك كثيرة.
[2] انظر: المستدرك على الصحيحين، الحاكم 2/ 697 - 698.
[3] لوقا 1: 44.
[4] انظر: رد ياسر جبر، على الرابط: www.ebnmaryam.com/vb/t14907.html
[5] متّى 26: 39.
نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست