responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى    جلد : 1  صفحه : 300
أي: إلهي إلهي لماذا تركتني؟) [1].
ولو كان يعلم الغيب ما جهل موعد قيام السّاعة، فقد قال عنها: (وأما ذلك اليوم أو تلك الساعة فما من أحد يعلمها: لا الملائكة في السماء، ولا الابن، إلا الآب) [2].
بل كان يجهل ما هو أقل من ذلك شأناً، فقد رأى شجرة تين من بعيد، وكان جائعاً،
فذهب إليها لعله يجد فيها ثمراً، ولم يكن إذ ذاك وقت إثمارها (ورأى عن بعدٍ تينةً مورقةً، فقصدها عساه أن يجد عليها ثمراً. فلما وصل إليها، لم يجد عليها غيرَ الورق، لأنَّ الوقتَ لم يكن وقتَ التين) [3].
وأمّا في الجانب الإسلاميِّ فإنّه لا يمكن أن يُطلِق مسلمٌ وصفَ "علاّم الغيوب" إلا على الله جل وعلا، دع عنك سيد الخلق ونبي الأمة - صلى الله عليه وسلم -.
فإنّ المتقرر المعلوم من دين الإسلام بالضرورة أنّ الغيب لا يعلمه إلا الله، كما قال سبحانه: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [4].
والمسيح - عليه السلام - عندما يسائله ربه يوم القيامة عمن اتخذه وأمه إلهين من دون الله زاعماً أنّ المسيح أمره بذلك؛ يدفع التهمة عن نفسه -صادقاً- بقوله: {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [5] فيصف ربّه بهذا الوصف مختصاً به دون سواه.
والذي جاءت به الأحاديث الصحيحة وَصْفَ عيسى - عليه السلام - بالعبودية والنبوة والرسالة، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق،

[1] متّى 27: 46.
[2] مرقص 13: 32.
[3] مرقص 11: 13
[4] سورة النمل، الآية 65.
[5] سورة المائدة، من الآية 116.
نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست