responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 140
من لبنان -. وكان التوزيع لهذا الكتاب سِرًّا وَمَجَّانًا بِالطَّبْعِ. غير أنني لم أر من هذا الكتاب إلا نسخة عربية ونسخة إنجليزية [1]. ويقال إنه طبع باللغات الفرنسية والإسبانية والبرتغالية أيضًا.
هذه النغمة، نغمة التقسيم، لم تمت، ولا يزال المستعمر يحاولها مرة بعد مرة. ما تقسيم فلسطين إلا ذيلاً من ذيول تلك السياسة.

لقد قدرت أوروبا بعد قرن واحد أن تعود إلى السياسة نفسها في شأن فلسطين: لقد قسمتها - ظلمًا وعدوانًا - فأعطت الشرق والشمال للعرب، وأعطت الغرب والجنوب لليهود وأرادت تدويل القدس بوضعها تحت حكم حاكم أجنبي [2]. وقضية القدس لم تنته بعد بل هي ثائرة إلى اليوم. ولا ريب عندنا أبدًا في أن مشكلة فلسطين لم تولد حُبًّا باليهود، ولا بالعرب طبعًا، وإنما هي مصالح الدول الكبرى تفعل فعلها دائمًا في فلسطين وفي الصين، وفي كل مكان تكون القوة فيه حَكَمًا بين المتناظرين.

• • •

لقد عرفنا كيف أوقظ جبل لبنان في القرن التاسع عشر إلى النعرة الطائفية: إن السياسة الاستعمارية هي التي لعبت دورها يومذاك ووضعت في لبنان خَطًّا فَاصِلاً ظَاهِرًا وَرَسْمِيًّا بَيْنَ النَّصَارَى وَالمُسْلِمِينَ، ثم حملت البلاد مشاكل كانت البلاد في غنى عنها. ولقد انتقد جميع الحكام والمؤرخين، فيما بعد، قسمة جبل لبنان قسمين: مسيحيًا ومسلمًا، ولم يكن الأمير (مترنخ) منظم مؤتمر فْيِينَّا والقاضي على خطط نابليون وعلى نتائج الثورة الفرنسية وحافظ الملوك على عروشهم في أوروبا بالغافل عن وجه الصواب والخطأ، ولكن السياسة الاستعمارية هي التي أوحت إليه بما اقترح.

وبعد أن كانت الاضطرابات إقطاعية أصبحت دينية وأصبح حلها غير ممكن. إن حل هذه المشاكل لم يبق معتمدًا على تراضي سكان جبل لبنان وحدهم، بل كان خاضعًا إلى حد كبير لرضى الدول الأوروبية. أما رضى الدول الأجنبية فقد كان عسيرًا، لأنها لم تكن تريد حل المشكلة بل كانت تريد دوام الاضطراب في الإمبراطورية العثمانية ليتسنى لها التدخل كلما شاءت.

ولقد صدق ظن المخلصين، فإن الأحقاد قد غذيت بهذا التقسيم وبعثت به في جبل لبنان الأضغان. ثم ما زالت الفوضى تعم والدسائس تنمو حتى انفجرت الصدور في عام 1845 «فِي كِسْرَوَانَ حَيْثُ تَأَلَّبَ الأَهْلُونَ وَاجْتَمَعَتْ الغَوْغَاءُ حَامِلِينَ السِّلاَحَ بِرِئَاسَةِ

[1] الحاشية 3 على الصفحة السابقة.
[2] التقسيم الذي اقترحته هيأة الأمم.
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست