نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 141
على أن الفتن التي أخذت تطل برأسها أو تنفجر منذ عام 1840 لم تكن كافية لتبرر التدخل الأجنبي، لقد كانت فتنًا قطاعية في الأغلب، ودينية بالعرض. ثم إنها كانت قاصرة على أقسام خاصة من الجبل يثور فيها المسيحي على المسيحي أو الدرزي على الدرزي.
وأخيرًا أفلح الظالمون فأثاروا فتنة عام 1860 وقسموا السكان قسمين واضحين: مسلمين ونصارى، فبردت بذلك بعض الصدور وأسرعت الدول الغربية ترسل جيوشها وأساطيلها إلى شواطئ بلادنا لحماية ... النصارى. ولو فرضنا أن فرنسا وحدها أرادت حماية النصارى لكان ذلك معقولاً، إذ يقال إن السلاح استقر في أيدي الموارنة من أيد فرنسية. ولكن إنجلترا التي قدمت فيما قيل أيضًا السلاح إلى الدروز وقد ادعت الآن حماية النصارى.
وبعد أن وقعت الواقعة وهدرت الدماء البريئة من الطرفين ولطخ تاريخ وطننا بالسوء ووصمنا كلنا بالتعصب وقف المبشرون يعبرون عن رأيهم في النار التي أججوها وألقونا فيها وقودًا.
يزين (جان بيانكي) الفرنسي، وهو قسيس بروتستانتي ورئيس شرف لجمعية المبشرين البروتستانت في باريس وأستاذ اللغة الفرنسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، القول فيعرف هذه الفتنة بأنها «مَذْبَحَةٌ» قام بها الدروز لقتل النصارى الأرثوذكس والموارنة [4].
ولقد غاب عن بال (جان بيانكي) الفرنسي أن «مذبحة حقيقية» قد هيئت من قبل في وطنه فرنسا، وإنها كانت أيضًا في ظاهرها دينية وفي باطنها سياسية إلى أبعد مرامي [1] المشايخ هنا رؤساء الإقطاع، وقد كان من المشايخ دروز ونصارى على السواء. [2] آل الخازن نصارى. [3] راجع " لبنان "، تأليف لجنة من الأدباء، بيروت، المطبعة الأدبية سنة 1334 هـ. الصفحات 298 - 301. ثم " ثورة وفتنة في لبنان "، تأليف أنطوان العقيقي، نشره يوسف يزبك (بيروت 1936)، ثم " الحركات في لبنان " لعارف أبي شقرا. [4] Bianquis 6, 27
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 141