responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 185
وما دمنا هنا، فإن فلسطين تستحق صفحتين أو ثلاث صفحات أخر. نشر الدكتور (بيارد ضودج) رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت من عام 1922 إلى عام 1948 مقالاً بعنوان " أمن الضروري أن تنشب حرب في الشرق الأوسط؟ " [1] يبسط فيه رأيه في حل قضية فلسطين، قال: (2)
«إِنَّ قِيَامَ حُكُومَةٍ اِتِّحَادِيَّةٍ فِي فِلَسْطِينَ تَحْتَ إِشْرَافِ هَيْئَةِ الأُمَمِ يَسْلُبُ العَرَبَ سَيْطَرَتَهُمْ المُطْلَقَةَ عَلَى فِلَسْطِينَ، كَمَا يَضَعُ حَدًّا لاِدِّعَاءِ اليَهُودِ بِهِجْرَةٍ غَيْرَ مُقَيَّدَةٍ، إلاَّ أَنَّ الفَرِيقَيْنِ يَرْبَحَانِ بِذَلِكَ رِبْحًا ثَابِتًا: إِنَّ اليَهُودَ يَحْتَفِظُونَ بِوَطَنٍ قَوْمِيٍّ وَاسِعٍ جِدًّا يَسْتَطِيعُونَ بِهِ، لِتَفَوُّقِهِمْ الفَنِّيِّ الحَديثِ، أَنْ يَتَوَلَّوْا بِالخُطًى الاِقْتِصَادِيَّةِ السِّلْمِيَّةِ زَعَامَةَ الشَّرْقِ الأَوْسَطِ كُلَّهُ. أَمَا العَرَبُ فَإِنَّهُمْ سَيَجْنُونَ رِبْحًا مِنْ ذَلِكَ التَّقَدُّمِ التِّجَارِيِّ وَالصِّنَاعِيِّ الذِي يَأْتِي مِنْ هَذَا السَّبِيلِ».

وما دمنا في حديث فلسطين فلنتوسع قليلاً في مساعي الغربيين لإنشاء إسرائيل توسعًا يفصح عن بعض غاياتهم.

منذ عهد بعيد، منذ القرن التاسع عشر، كانت بريطانيا تود استعمار فلسطين وإقامة الحامية فيها لحراسة طريق الهند. ولم يكن بإمكانها أن تفعل ذلك إلا من طريق التبشير. جاء في كتاب " التوراة والسيف " [3] في صدد نقل فلسطين إلى المذهب الأنكليكاني (مذهب الدولة في إنجلترا) فصل كامل على (اللورد شافتسبري) [4] الذي كان يمثل فكرة تنصير فلسطين ورد اليهود منصرين إليها، أو تنصيرهم بعد ردهم إليها، وإعلان الحماية (البريطانية) عليها. ولقد روج (اللورد بالمرستون) [5]، وزير الخارجية البريطانية، لهذه الدعوة برسالة وجهها إلى جريدة " التايمز " اللندنية فنشرتها الجريدة المذكورة في السابع عشر من آب عام 1840. ومن الشخصيات الإنجليزية التي عملت بما فكر به (شافتسبري) وسعى إليه (بالمرستون)، وممن اشتهروا ودارت أسماؤهم في السياسة الشرقية والعربية، رئيس الوزارة البريطانية (غلادستون)، والقائد البريطاني (الجنرال غوردن)، والمستكشف البريطاني (لِيفِنْغِسْتُونْ)، والممرضة الشهيرة (فلورانس نايتنغايل). كل هؤلاء، على اختلاف نزعاتهم وعلى اختلاف البراقع التي وضعوها على وجهوههم، كانوا ذوي اتجاه تبشيري استعماري، وكلهم كانوا يريدون اختراع الوسائل للدفاع عن «الإمبراطورية» ولتوسيع رقعتها.

[1] Must there be war in The Middle East
(2) Reade'rs Digest, April 1948, pp. 44 - 5
[3] راجع ص 113 وما بعدها.
[4] (أنطوني أشلي كوبر شافتسبري) (1801 - 1885) من الذين اهتموا بالتبشير.
[5] (اللورد بالمرستون) (1784 - 1865).
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست