responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 134
في قمم الجبال، وهذا بفضل الدعاية المحكمة والأعمال المنسقة، فكانت الأمة الجزائرية تتسابق الى الثورة رجالا ونساء بحيث لو كان لدى القادة السلاح الكافي لانخرط الشعب كله في سلك المجاهدين ولكنهم كانوا يقبلون من الشباب قدر ما يحتاجون إليه، والذى يليق منهم بالخدمة العسكرية، وكان المشرفون على التجنيد يشترطون فيمن يريد أن يلتحق بجيش التحرير أن يبرهن على حسن نيته بحادثة ما من الحوادث الفدائية تعين له ليكون مقبولا، والباقي من الشباب يرجئونه الى مناسبة أخرى، أو يستغلونه داخل المدن والقرى يعمل ما من أعمال الثورة، وكانوا يرغبون في الشباب المثقف الذين لهم علم أو صناعة أو مهنة، وجلب القادة الفنيين من الخارج لتدريب الجنود على حرب العصابات والسلاح الذي يأتي من الخارج تدريبا عصريا حتى أصبح الجند من جيش التحرير كامل الأدوات والمعدات الحربية لا ينقصه شيء عن الجند العصري في الأمم الراقية ...
ولما يتم تدريبهم يرسلونهم الى داخل الوطن أو جهات معينة منه أفواجا وكتائب متتابعة ليصطدموا بالجيش الفرنسي في معارك واشتباكات عنيفة تستمر أياما وليالي، وعندما يتم تسليح الجند الجزائري تظهر بطولة أبناء الأطلس التي هي سليقة فيهم، وإذا بلغ الاتحاد مكانة من الأمة، الجزائرية والاحساس من مشاعر أفرادها رأيت في الدهماء منها والخاصة همما تعلو وشيما تسمو، وإقداما يقود، وعزما يسوق فيصبح الكل يطلب السيادة والغلب، فتتلاقى هممهم وتتلاحق عزائمهم في سبيل المجد، فيزيلون كل من يقف في طريقهم من الصعاب، فكان جيش التحرير ينزل ضرباته القاصمة بالعدو فيتمكن الرعب من جنوده وفيالقه فيلوذون بالفرار ويولون الأدبار.
والعامل الثاني هي الدعاية التي اتخذها الثوار لإثارة الشعب، وبفضلها ثارت الأمة الجزائرية، وكانت تقبل على التضحيات على اختلاف أنواعها، وهي التي وحدت صفوف الشعب، وكان الدعاة يتقنون أساليبها اتقانا عجيبا ويحذقون فنونها تمام الحذق، واعتمدوا فيها على الدين، فكانوا يقولون للأمة الدين قد أوجب عليكم جهاد الكفار بأموالكم وأنفسكم، ويلزمون

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست