responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 135
الجند بإقامة شعائره من صلاة وصيام وإقامة الحدود الشرعية على السكارى والزناة والمعتدين على الحرمات التي حرمها الاسلام ويطبقون أحكامه على الأمة ويعلمونه للأبناء، والأمة الجزائرية - كما قلنا - متأثرة بالدين، فلما رأت الثورة سائرة على منهج ديني اندفعت في أحضانها بقضها وقضيضها، وكثيرا ما كان الناس يطلبون الاستشهاد في سبيل الله.
والناحية التي لا يزال سكانها لم يثوروا بعد على الاستعمار فإذا قصدها الثوار فتثور في الحال وتصير مسرحا للحوادث الدامية، فيعمدون الى قتل معمر أو خائن أو نسف شيء من منشآت المحكومة، فتعاقب هذه السكان من دون تفريق أو تمييز، ولما رأى سكان هذه الناحية العقاب الجماعي فيلتحقون بصفوف الثوار، وكانت هذه خطة الحكومة في كل ناحية تقع فيها الحوادث.
جند قادة الثورة كل من كان له مقدرة من الرجال والنساء حتى الصبيان على العمل، وكذلك جنود المسلمين الذين هم كانوا في صفوف الجيش الفرنسي، وكان كل واحد من هؤلاء المجندين يندس بين الناس، وينقل الى الثورة كلما يهمها من الأعمال والأقوال ويدعون الى مؤازرتها ... أصبحت الثورة بفضل هذه الخطة المحكمة حديث البيوت والمجالس الشعبية، وكانت هي الشغل الشاغل للأمة فكان كل فرد مهتما بها، والأخبار عن حوادث الفدائيين كانت كالسيل الجاري لا تنقطع أبدا، والناقلون لها يتفلسفون فيها فلسفة عجيبة بحيث يحبطونها بهالة من التقديس والمجد حتى يتمنى كل فرد أن يشارك فيها ليكون بطلا وزعيما ...
بهذه الدعاية المحكمة تشجعت الأمة وارتمت في أحضان الثورة، وسرعان ما تناست كلما كان لها من مصالح فردية ونزعات شيطانية، وصارت تتنافس في أعمال الثورة، فخرجت المرأة من خدرها الى ميادين القتال، وأصبحت تزاحم الرجل في العمل، وصاحب المال أخرج ماله ليكون وقودا للثورة، فصار كل فرد من أفراد الأمة مسؤولا عنها وفي أوت سنة 1956م انعقد مؤتمر للثورة في وادي ابن سلام أي (واد الصومام) تأسس فيه مجلس وطني وانبثقت عنه لجنتان لجنة للتنسيق، وأخرى للتنفيذ ... فلجنة التنسيق كانت تنسق البرامج لكل عمل من أعمال الثورة

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست