responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 70
وذل الفقر عليهم، فضح الجزائريون من هذه الحالة، فأصبحوا غرباء في بلادهم محرومين من خيراتها، بحيث طردوا الى قمم الجبال او الى الصحارى القاحلة، وكانت فرنسا ترمى من وراء هذه السياسة تحطيم كل أمل للمسلمين.
ومن بعد ما ملك الأوربيون المهاجرون الأراضي الصالحة، أصبح المسلمون مسخرين للعمل فيها بأجر زهيد جدا لا يسمن ولا يغنى من جوع.
وبعد ما استقر الاستعمار في هذه الأوطان بدأ يحطم الدين الإسلامي فأسقط حكمه الذى كان يحكم بين العباد، واستبدله بقوانينه، ومنع علومه من أن تدرس وجعل المساجد وشؤونها تحت يده بعد ما خرب أكثرها، واستعمل بعضها كنائس وثكنات للجند، وصادر الأموال المحبسة عليها الى خزائنه العامة، وأغلق المدارس التي كانت تعلم الدين واللغة، وأصبح يعاقب كل من يعلم هذه المواد الا برخصة وشجع ذوى الأهواء والبدع والخرافات، لتضليل الشعوب وإفساد الرأي العام، وكون جيشا من المسلمين للدفاع عن وطنه الأصلي، وفتح المستعمرات له، وسن قانونا خاصا للمسلمين سماه قانون الأهالي بحيث لو تخاصم مواطن مسلم مع أوربى لا يعطى الحق للمسلم أبدا، ولو كان صاحب حق، ويعاقب لتجرعه ووقوفه في وجه سيده الأوربي، واذا رأى مسلم أوربيا سائرا في الطريق ينبغي للمسلم أن يرفع كلتا يديه الى السماء والويل له ان لم يرفعهما.
أسس الاستعمار مدارس لتعليم الناشئة الاسلاميه لغته وعوائده وأخلاقه، والباعث على ذلك لا التثقيف كما يفهم من ذلك،، وإنما لفهم كلامه في العمل وقضاء المصالح ولكي يتخلقوا بأخلاقه وعوائده ولينسلخوا من الاسلام ولغته وأخلاقه وعوائده، كما هو مشاهد في عواصم الجزائر، أما أن يتلقوا علوما صحيحة عالية فلا سبيل إلى ذلك الا أن يخلع هذا المتعلم جنسيته ودينه، ويعتنق جنسية فرنسية، فبهذا فقط يسمح له بمتابعة التعليم العالي.
والجزائريون - تقريبا - كلهم تعلموا في مدارسه، فكان هذا التعليم سببا في صدهم عن كل ما كان لهم من تراث نفيس،

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست