responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 71
وقطع الصلة بينهم وبين ماضيهم المجيد، وقتل الإحساس والشعور بقوميتهم الاسلامية، وتاريخ أمتهم العظيمة، ولو كان الاستعمار صادقا في تعليم هؤلاء الناشئة لما فرق بين الأوربيين والمسلمين في التعليم، ولعلمهم العلوم الحية كالعلوم التجريبية بكل فروعها من كيماوية وميكانيكية وتطبيقية لأسدى معروفا لهؤلاء المتعلمين وللوطن، لأن البلاد من بعد خروج الاستعمار منها أصبحت في حاجة شديدة الى من يتقن هذه العلوم ولم تجد من هؤلاء المثقفين من يقوم بحاجيات البلاد بعد ذهاب الأوربيين منها، فأصبحت الحكومة تستورد الخبراء من الخارج، فتعليم الاستعمار لأبناء المسلمين لغته كان القصد منه هو القضاء على الاسلام عن طريق التعليم الأوربي.
فثقافة هؤلاء المتفرنسين كانت في غاية الخطورة على الاسلام، فجردوه من روحه وقيمه وأخلاقه، وأصبحوا يناصبونه العداء ويتهمون أحكامه بأنها رجعية.
وان كان بعض الأفراد استفادوا من هذا التعليم وهم أقلية جدا، فشذوا عن البرامج المحكمة التي ضربها الاستعمار حول الشبيبة الاسلامية في التعليم، فهؤلاء على كل حال يحملون علما صحيحا، وثقافة لا باس بها وان كان غالبهم يجهل الاسلام.
هؤلاء المتعلمون هم الذين أسسوا الأحزاب الوطنية، وكانوا في طليعة المجاهدين غيرة عن الوطن، وهكذا أراد الاستعمار أن يقضي على كل ما كان للمسلمين من خصائص ومميزات، لأنه يعلم علم اليقين إذا ترك لهم اسلامهم وأخلاقهم فإنه لا يضمن وجوده وبقاءه في أوطان المسلمين لأنهم يقظون حساسون يتدفق ماء القوة في عروقهم ونخوة الماضي تدفعهم الى أخذ الحق المسلوب، وتحطيم الاستعباد الذي يرسفون في قيوده يحرك مشاعرهم الى الاستقلال والسيادة حتى يستردوا مجدهم التليد.
ولما كانت هذه الشعوب تحب الحرية أصبحت في أيام الاحتلال تشعر بالحرمان من الحياة الحرة الكريمة، فكانت تثور في كل مناسبة، وتخوض المعارك الدامية ضد المحتل بكل ضراوة وشدة حتى اكتسبتها هذه المقاومة الباسلة التمرس بالآفات والصمود في وجه القوة مهما كانت، والتهيؤ لمنازلتها في كل زمان ومكان

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست