responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 72
وهكذا كانت ولا زالت، فلا الاستعمار يفنى ولا هي تستريح.
والأمة المستعمرة لا تبقى تحت الذل والعبودية الى الأبد، فمن السنن الالهية أن يرفع هذا ويخفض الآخر والعكس {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} ولا سيما أمة كأمة الاسلام صاحبة العقيدة الربانية والمبادئ الصحيحة الخالدة الوارثة لرسالات السماء الخاتمة لأنبيائه ورسله، ولا يعزين عن البال أن الدين لم يزل طول هذه المدة محفوظا من التحريف والتبديل مهيبا بالمسلمين ناعيا عليهم انحرافهم عن طريقه، ولم يزل مناره عاليا وضوؤه مشرقا {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [1] ولم يزل الكتاب والسنة يبعثان في نفوس المسلمين ثورة على الشرك والبدع وعلى الجاهلية والضلالة، وثورة على أخلاق الجاهلية وعوائدها، وثورة على ترف المترفين واستبداد الملوك، ولم يزل تأثيرهما في كل دور من أدوار التاريخ الإسلامي، وفي كل ناحية من نواحي العالم الإسلامي رجال يقومون بهديه على طريق الأنبياء من الله بهم على المسلمين يحفظ بهم شرف الاسلام وعزته، ويعيد بهم الحياة الى هذه الأمة عندما تضعف أو تنهار، فهم امثلة كاملة، وأقيسة تامة للدين يجددون لها أمر دينها، وينفخون فيها روح الجهاد ويسعون لإقامة حكومة إسلامية على منهج الخلافة الرشيدة، وهم مصداق للحديث الشريف (لا تزل طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) فان الاسلام فيه من أثر الله ما يعصمه وعليه من اشراف النبوة ما يحفظه.
وفعلا وجد الدعاة الربانيون، والمجددون لهذه الأمة دينها، وهؤلاء المجددون هم الذين أهابوا بالأمة بالرجوع الى الاسلام، والاعتصام بحبله المتين.
وهؤلاء الدعاة الربانيون هم ثلة من العلماء العاملين الذين هم من بقية السلف الصالح.
وإذا كان صلاح الدين وملوك المسلمين الذين كانوا معه في ذلك الوقت حاربوا الصليبيين حتى أطردوهم من البلاد، فقد

[1] سورة المائدة.
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست