responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 73
كانت لهم حكومات قارة، ونظام محكم وجيوش جرارة مدججين بالسلاح، أما محاربة المسلمين للاستعمار في الوقت الحالي فليست لهم حكومات قارة ولا نظام ولا جيش ولا مال ولا سلاح، إنما حاربوا باسم الدعوة الى الجهاد في سبيل الله في أمة مبعثرة مشتتة مغلوبة على أمرها لا تملك من وسائل الدفاع شيئا، ومع هذا لبث نداء الدعوة، ونفرت الى ميادين الجهاد عزلاء غير مبالية بما يعترض سبيلها، وفي النهاية انتصر المسلمون وأخرجوا المعمر مطرودا من بلادهم.
هؤلاء الدعاة الربانيون هم الذين أهابوا بالأمة الى أن تتخلق بأخلاق أسلافها وتسير على مقتضى عقيدتها، هؤلاء الأعلام هم: جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده والشيخ محمد بن عبد الوهاب، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كان يرأسها الشيخ عبد الحميد بن باديس والعلامة الشيخ البشير الإبراهيمي، والفيلسوف الكبير محمد إقبال في البكستان، والشيخ رشيد رضا، وحسن البنا بمصر والشيخ السنوسي بليبيا، والملك محمد الخامس في المغرب والشيخ الطاهر بن عاشور في تونس، وزعماء الرابطة الدينية في الهند وغيرهم من الدعاة، والمجددين كثيرون من بناة النهضة الحديثة في أنحاء الأقطار الاسلامية.
وأم النهضة الحديثة هي مصر حرسها الله - فكانت مركزا للقيادة والتوجيه للعالم الإسلامي بما حفظت عليه من تراث إسلامي أصيل، وبما أحرزت عليه من تقدم ورقي في العلوم والمعارف، فبفضل دعايتها توحدت الشعوب الاسلامية ودب فيها الوعى، وبإعانتها المعنوية والمادية تحررت بعض الأقطار الاسلامية من ظلم الاستعمار، فكانت مأوى كل ثائر وموئل كل لاجئ ومستغيث كل مظلوم، ومدافعة عن كل مغبون، فتعرضت للخطر مرار وتكرارا من أجل تبني النهضة والدفاع عن المسلمين، وبالتالي فلها أيادي بيضاء على النهضة الحديثة المباركة، ولما رأى الدعاة الربانيون صولة الأجانب على الأمة المحمدية، فسدوا عليها منافذ الحياة وأفسدوا عليها معاني الرجولة، ونزعوا منها المثل العليا التي هي مناط الطموح، فأصبح معظمها يعيش بلا حياة حقيقية وبدون أمل ..

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست