نام کتاب : الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية نویسنده : محمد علي محمد إمام جلد : 1 صفحه : 68
في لين وتواضع وسكينة ووقار، ولا يتبخترون في مشيتهم، مع ما يحملون (أعظم دين أنزله الله - عز وجل - للبشرية، ويتحركون بهذه الصفات التي غيرت مجري حياتهم، لينشروا دين الله - عز وجل -، ومع ذلك لا يجهلون علي أحد إذا تعرض لهم بالإيذاء عندما يعرضون عليه الدعوة، {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَما} استخدام القوة الخُلقية لإعلاء كلمة الله - عز وجل -.
فهذه سيرتهم بالنهار، يتحملون أذي الخلق لهم عندما يدعونهم إلي الله - عز وجل -.
أما سيرتهم بالليل: يشتغلون بالتملق [1] إلي الله - عز وجل - أن ينزل رحمته عليهم وعلي عباده: {وَالّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبّهِمْ سُجّداً وَقِيَاماً} [2]. [1] يروي أن الله تعالي أوحي إلي بعض عباده: إن لي عبادا من عبادي يحبوني وأحبهم ويشتقون إليَّ وأشتاق إليهم، ويذكروني وأذكرهم، وينظرون إليَّ وأنظر إليهم فإن حذوت طريقهم أحببتك وإن عدلت عنهم مقتك، قال: يارب! وما علاماتهم؟ قال: يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الراعي الشفيق غنمه، ويحنون إلي غروب الشمس كما يحن الطائر إلي وكره عند الغروب، فإذا جنهم الليل واختلط بالظلام وفرشت الفرش ونصبت الأسرة، وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا إليَّ أقدامهم وافترشوا إليَّ وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوا إليَّ بإنعامي، فبين صارخ وباكٍ وبين متأوه وشاكٍ، وبين قائم وقاعد، وبين راكعٍ وساجد بعيني ما يتحملون من أجلي وبسمعي ما يشتكون من حبي، أول ما أُعطيهم ثلاث: أقذف في قلوبهم من نوري فيخبرون عني كما أُخبر عنهم، والثانية: لو كانت السموات والأرض وما فيها في موازينهم لاستقللتها لهم، والثالثة: أُقبل بوجهي عليهم فتري من أقبلت بوجهي عليه لا يعلم أحد ما أريد أن أُعطيه (إحياء علوم الدين للغزالي). [2] سورة الفرقان _ الآية 64.
نام کتاب : الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية نویسنده : محمد علي محمد إمام جلد : 1 صفحه : 68