ذلك: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (الروم: 30) وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)).
وهذه الفطرة التي زودها الله تعالى لخلقه هي براءة المولود وسلامته واستعداده للتوحيد والإسلام، ومعرفة الله تعالى، وأن يكون مؤهلًا لقبول الحق.
وأيضًا من أهمية دراسة علوم التربية الإسلامية أنها تكسب الطالب الأخلاقَ الحميدة، والسجايا الرفيعة، والفضائل الكريمة، التي تمكنه من إقامة العلاقات الحسنة مع كافة الناس، بالأخلاق الحسنة تقوي صلة الطالب بربه -تبارك وتعالى- والتربية الإسلامية هي التي تكسب الطالب ذلك، ولهذا على الدعاة أن يهتموا غاية الاهتمام بهذا الأمر، حيث يرى علماء الإسلام أهميةَ تدريس علوم التربية الإسلامية للناشئ وضرورتها وفرضيتها؛ لأنه العلم العيني الفرضي الذي يجب على المسلم معرفته، والتفقه فيه.
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين)) وبدون علوم التربية الإسلامية يصبح الإنسان ميتًا لا حياةَ فيه، أو جسدًا لا روحَ فيه، وقد ذكر العلماء من ضمن قواعدهم: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".
وعلى هذا الأساس أدعو إلى الاهتمام بتدريس علوم التربية الإسلامية، وأدعو الدعاة إلى الله -تبارك وتعالى- أن يكونوا على علم وبصيرة بهذا الأمر، وأن يزيلوا الجهل عن الطالب، وأن يعلموه النافع المفيد.
وعمومًا أدعو جميعَ المسئولين في التربية والتعليم إلى إخلاص القصد لرب العزة والجلال سبحانه، وأن يضعوا نصبَ أعينهم فائدة هؤلاء الطلاب، وأن هؤلاء الطلاب هم سواعد الأمة، عليهم بعد الله -عز وجل - تقوم.
أسأل الله -تبارك وتعالى- للجميع التوفيق والسداد، وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله.