كذلك تعرض رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لكثير من الحوادث التي قضى فيها، وكثير من الأسئلة التي أجاب عليها، وكان -صلى الله عليه وآله وسلم- ينطق بالحق ويتكلم بالصدق، وقد قال الله له وعنه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: من الآية: 3 - 4).
ولذلك أقول: إن كل حديث من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- يعتبر شعارًا للإسلام، ويؤدي وظيفة مهمة إعلامية أراد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يبلغها للأمة، وكان يشرح من خلال ذلك الآيات القرآنية، ويوجه الأمة الإسلامية إلى العقيدة الصحيحة والعبادات القويمة، وكيف أنها لا تقبل عند رب العزة والجلال إلا إذا اتبع المسلم فيها هدي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
كما كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بكلماته ورسائله وأفعاله دعوة إعلامية إلى الخير وإلى الهدى وإلى النور وإلى الضياء، فهو -صلى الله عليه وآله وسلم- مثال حي للسلوك الحسن وللخلق القويم وللرجل النبيل -صلوات الله وسلامه عليه- فحياته -عليه الصلاة والسلام- نموذج إعلامي كبير.
والشاهد من كل ذلك هو: أنني أدعو عموم المسلمين وأدعو عموم الإعلاميين أن يعتنوا بكتاب الله -تبارك وتعالى- وحديث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأن تكون الوسيلة الإعلامية التي يقومون بها مستمدة من هدي هذين المصدرين الكريمين، وبالتالي سنقدم إلى العالم الإسلامي مادة سليمة صحيحة من خلال برامج إعلامية إسلامية متميزة.
أسأل الله -تبارك وتعالى- للجميع التوفيق والسداد، وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2 - تابع الحديث عن وسائل الإعلام مع ذكر بعض ميادين الدعوة في التجمعات والمناسبات
الإسلام في مواجهة الإعلام الكاذب
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه. وبعد:
فهذه المحاضرة: تابع الحديث عن وسائل الإعلام، مع ذكر بعض ميادين الدعوة إلى الله في التجمعات والمناسبات، وهذه المحاضرة تنقسم إلى العناصر التالية:
العنصر الأول: الإسلام في مواجهة الإعلام الكاذب، ويشتمل على النقاط التالية:
أ- الحرب الإعلامية ضد الإسلام:
تكلمت في اللقاء السابق عن الإعلام الإسلامي ومكانته وما يميزه، وأشرت إلى أبرز الوسائل التي يمكن أن نستفيد منها في تقديم الإسلام إلى الناس ودعوتهم إليه، وأشرت إلى ضرورة أن تكون وسائل الإعلام نظيفة خالية من الشبهات والشهوات، وأتكلم في بداية هذا اللقاء عما يواجهه المسلمون من حرب إعلامية فاسدة ضد الإسلام.
ولذلك أقول: نعيش اليوم في عصر الحروب الإعلامية والصراع البارد لنشر الأفكار والمبادئ، ولقد كان هذا من ثمرات الحرب العالمية الثانية واكتشاف الأسلحة الرهيبة الجديدة، ولقد عرف العالم منذ وجد الإنسان صراع الخير والشر والحق