ز- البطلان: حُكم شرعيّ يلحق أفعال المكلَّفين إذا جاؤوا بها على غير الوجه المشروع، ويسمَّى الفعل في هذا الحالة: "باطل". والباطل لا تترتّب عليه الآثار التي تترتّب على الصحيح.
هذه الأحكام باختلاف نوعية الأمر فيها أو النهي عنها، ينبغي أن توضع أمام أعيُن الدّعاة ليقدروا لكلّ حُكم قدْره في الترغيب والترهيب والوعد والوعيد؛ وهذا ما سوف نتناوله من خلال العناصر التالية: ما يجب على الإنسان أن يفعله ويحرم عليه ترْكه.
وهذه الواجبات هي أركان الإسلام، وقواعد الدِّين، وصلب العقيدة، وجوهر الشريعة، ولا قيام للملّة إلا من خلالها، ولا نجاة للعبد يوم القيامة إلاّ بالإيمان بها، والمحافظة عليها، وأدائها بالكيفية التي أمر الله -سبحانه وتعالى- بها وفرَضها على عباده، وبيّنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووضّحها لأمّته على الوجه الأمثل والأفضل. هذه الواجبات التي فرَضها الله -تبارك وتعالى- يُطلَق عليها: "ما عُلِم من الدِّين بالضّرورة". وهذه الواجبات والفرائض تكون على النحو التالي:
أولاً: ما يتعلّق بالعقيدة:
"العقيدة" في اللغة: العقد نقيض الحَلّ، يقال: عقَد الحَبْل والبيع، يعقده: شدّه ووثّقه.
والعقْد: الضّمان والعهد، ويُستعمل في أنواع من البيوعات والعقود وغيرها. ثم استُعمل في: التصميم والاعتقاد الجازم. وتعاقدوا: تعاهدوا. والعقيد والمعاقِد: المُعاهِد.
فـ"العقيدة" هي: كلّ ما يعتقده الإنسان اعتقاداً جازماً، ويقيناً صادقاً موثقاً، لا ريب فيه، يطمئن له القلب، وينشرح له الصدر، ويؤمن به العقل، سواء كان هذا المعتقَد إيماناً أو كفراً، خيراً أو شراً.