وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام:151 - 153).
فهذه الآيات تضمّنت الإسلام بكلّ عقائده وتشريعاته. يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "من أراد أن ينظر إلى وصيّة محمد -صلى الله عليه وسلم- التي عليها خاتَمه -أي: كأنها كُتبتْ وخُتم عليها، فلم تُغيّرْ ولم تُبدّلْ- فلْيقرأْ قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ... } الآية"، رواه الترمذي وحسّنه، وابن المنذر، والطبراني.
وقد روى عُبادة بن الصامت -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أيّكم يبايعُني على هؤلاء الآيات الثلاث؟ ثم تلا: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} حتى فرغ من الثلاث آيات. -ثم قال:- مَن وفّى بهن فأجْره على الله. ومَن انتقص منهن شيئاً فأدركه الله به في الدنيا كانت عقوبته. ومَنْ أخّره إلى الآخرة كان أمْره إلى الله، إن شاء أخَذه، وإن شاء عفا عنه))، رواه ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه.
فالأمر بالمعروف يتّجه لتعريف وتوضيح كلّ ما فرَضه الله -سبحانه وتعالى- وسَنّهُ الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أنواع العبادات، وصنوف الطاعات، ومختلف القربات، ممّا جاء في القرآن والسُّنّة، وأجمعت عليه الأمّة، وأصبح معلوماً من الدِّين بالضرورة، لا يتغيّر ولا يتخلّف باختلاف الزمان والمكان.