الفائدة الأولى: نيْل الثواب والأجْر من الله، على إخلاص النية في التّصدِّي للمنكَرات، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنّما الأعمال بالنِّيّات، وإنّما لِكلّ امرئٍ ما نوى. فمَن كانت هجْرتُه إلى الله ورسوله، فهجْرته إلى الله ورسوله. ومَن كانت هجْرتُه لِدنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))، رواه الشيخان.
الفائدة الثانية: استمرار مقاومة المسلم للمنكَرات، وعدم تسرّب اليأس والقنوط من انتشار المفاسد وكثرة المعاصي، وملاحقة المنحرفين عقائدياً وأخلاقياً، وتضييق الخناق عليهم، فيتوبون إلى الله، ويكفّون عن ارتكاب السيئات. فيتطهّر المجتمع من الدّنس، وتطهر القلوب والنفوس من الفواحش؛ فيعمّ الأمن والرخاء في المجتمع. قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (الأعراف:96).
حُكم التغيير بالقلب، وبيان مظاهره
معنى التغيير بالقلب:
هو: إظهار المسلم عدم رضاه عن المعاصي. والقلب خير وسيلة للتعبير عن ذلك. وإن إبداء التأفّف والحنق والغضب على العصاة، الذي يكمن في القلب، ويضيق به الصدر، وتظهر آثاره على ملامح الإنسان وقَسمات وجهه، لهو اعتراض صامت، ولكنه يُشْعِرُ بعدم الرضى والارتياح من الشخص الذي يرتكب المُحرّمات، أو يهمل في أداء الواجبات. ويكون هذا شعوراً عاماً ومظهراً جماعياً، فتضيق الأرض بما رحبت على العصاة، ويشعرون بامتهان الناس لهم، وامتعاضهم من تصرفاتهم؛ فإمّا يتوبون إلى الله، أو يجدون ملجأ آخَر يمارسون فيه منكَراتهم بعيداً عن ديار الإسلام.