حكم التغيير بالقلب:
التغيير بالقلب فرْض عيْن على كلّ مسلم ومسلمة، بخلاف حكْم اليد واللسان، فإنه يتفاوت بين فرْض العين وفرْض الكفاية، حسب مكانة وقدرات وصلاحيات القائم بذلك -كما سبق توضيحه-.
والقلب لا سلطان لأحدٍ عليه، إلاّ الله -سبحانه وتعالى-، ولا يطلِّع على ما يُضمره من حُبّ أو كُرْه إلاّ الخالقُ -عز وجل-. قال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (غافر:19)، وقال تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (المُلك:13).
فليس لكائن بشريٍّ -مهما كان سلطانه وسطْوته وجبروته- القدرة على البحث عن النوايا، والتنقيب عمّا تحتويه القلوب وما تُضمره الصدور.
لهذا كلّه، تصبح إرادة التغيير بالقلب أمراً مُستطاعاً، وفرضاً واجباً على كلّ مسلم ومسلمة.
مظاهر التغيير بالقلب:
إن إنكار القلب للمنكرات له ملامح ومظاهر لا تخفى على كلّ ذي عقل سليم وفكر مستقيم؛ ومن هذه المظاهر ما يلي:
أولاً: أن يحول المرء بين قلبه وبين حبّ المعصية والرضى بها. ويتم ذلك بأداء العبادات، والحرص على الطاعات، والمداومة على الذِّكر والاستغفار؛ فإنّ هذا يولِّد نفوراً من المعاصي، وكُرهاً للمنكرات؛ فتُسدُّ منافذُ الشيطان إلى القلب. فإذا حدث هذا، أصبح القلب أشدّ كرهاً وبغضاً للذنوب والآثام.