هذه العلاقة المتينة والصلة الوثيقة بين الرسُل والرسالات جميعاً، من خصائص الإسلام الذي يعمل على تدعيمها، ويُذكِّر بها من خلال القرآن الكريم والسُّنّة النبوية الشريفة.
فالإيمان بجميع الأنبياء أصْل من أصول عقيدة الإسلام، ومن أهمّ خصائصه ومميزاته.
والإيمان بجميع الرسُل يوجب الإيمان بكلّ ما جاؤوا به من عند الله من تشريعات، والتصديق بما أجرى الله على أيديهم من معجزات وأدلّة على أنّ جميع الأنبياء والمرسلين يجْمعهم منهج واحد.
هذا ما سنتناوله في المحاضرة القادمة -إن شاء الله-.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2 - القاسم المشترَك بين الرّسل والأنبياء جميعا
مِن خصائص الدّعوة الإسلاميّة (ب)
وإنّ من خصائص الدعوة الإسلامية: أنها أقرّت تلك الرّوابط واعترفت بها ولم تُنكرها، رغم عدم اعتراف الآخّرين برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-. وهم -وإن اعترفوا بها ظاهراً، أو مداراة، أو حرصاً على مصالحهم في بلاد المسلمين- فهم في حقيقة أمْرهم لا يؤمنون بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا يطيقون حتى ذكْر اسمه. وهذا هو الفرْق الشاسع بين ما اختصّ به الإسلام نحو الرسالات السابقة، وبين ما يُضمره له الآخَرون من حقدٍ أسود وغلّ دفين، أسفر عن وجهٍ قبيح، وكشّر عن أنيابه في العدوان الذي يحصل على ديار المسلمين الآن. ويصحب هذا العدوان دعوات خبيثة وماكرة لحرمان الإسلام من خصوصيّة الهيمنة والتصحيح للأديان والمِلل الأخرى، والعمل على فقدان شخصيته المستقلّة وعقائده المتميزة، وعباداته وأخلاقه المتفرّدة، تحت دعاوى: لقاء الحضارات، وحوار الأديان،