والأدلّة على عالَميّة الدّعوة وعمومها من القرآن الكريم، ما يلي:
1 - قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} (الفرقان:1).
2 - {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} (الأعراف:158).
3 - {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} (سبأ:28).
4 - {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107).
فالنصوص القرآنية تخاطب الناس جميعاً، لا تميّز قوماً على قوم، ولم تخاطب جنساً دون جنس. ولقد كثر النداء في القرآن الكريم: بـ {يَاَ أيُِّهََا النَّاس}، {يَا بَنِيِ آدَم}؛ بل توجد أكثر من أربعين آية يُذكر فيها الله -سبحانه وتعالى- بـ {رَبّ الْعَالَمِين} التي تصدّرت بها سورة (الفاتحة)، وهي تُقرأ في ركعات الصلاة.
الأدلّة من السُّنّة على عالميّة الدّعوة وعمومها:
1 - قال -صلى الله عليه وسلم-: ((فُضِّلْتُ على الأنبياء بسِتّ، أعطيتُ جوامعَ الكلِم، ونُصرتُ بالرّعب، وأُحِلّت لي الغنائم، وجُعلت ليَ الأرضُ مسجداً وطهوراً، وأُرسِلتُ إلى الخلائق كافّة، وخُتم بيَ النّبيّون))، رواه مسلم.
2 - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((والذي نفسي بيده! لا يسمَع بي أحدٌ من هذه الأمّة -يهوديٌ أو نصرانيّ- ولم يؤمن بالذي أُرسِلتُ به، إلاّ كان من أصحاب النار))، صحيح مسلم.
ولقد خطا الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطوات عمليّة لتحقيق عالَمية الدّعوة إلى الله، وذلك من خلال كُتبه ورُسله إلى الملوك والأمراء؛ فأرسل إلى كسرى ملِك الفُرس، وإلى هرقل إمبراطور الروم، والمقوقس عظيم القبط في مصر، وأمراء الشام واليمن.