نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 1 صفحه : 421
وبعد، فشهر رمضان هو عيد القرآن، ولعله بذلك أن يكون خير مناسبة يصدر فيها بحث يتصل بهذا الكتاب العظيم، وهذا لنور المبين وقد تعود هذا الضعيف أن يحترم قراءه، حتى في مجال الثقافه العامة، فلا يقدم لهم عملا لم يبذل له كل جهده وهو متواضع، وغاية طاقته وهى محدودة وهذا البحث على ضالة حجمه وعمومية مكتبته كبد
صاحبه في كتابته مشقة يرجو بعدها ألا يكون البحث مرسلا أو خديجا عاميا أو رخيصا * * *
وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه ذلك، ويصدر البحث في أيام لا يزال فيها الأم لفقد (جمال عبد الناصر) يفعل في ما يفعل بكل أبناء العروبة والإسلام: يعتصر قلبى، ويرمض جوانحي فليكن هذا البحث هدية مخلصة لروح القائد المجاهد المسلم الصالح، وليكن دعاء ضارعا إلى الله أن يقبل عن (عبد الناصر) أحسن ما عمل، وأن يزيده من فضله شعبان 1390 لبيب السعيد أكتوبر 1970
الفصل الأول الغناء في المجتمعات العربية والإسلامية - [1] - من الخصائص الأفتة في الشعوب العربية الإسلامية أنها تهوى - في كل مجالات حياتها - الألحان المطربة والنغمات المشجية: تهواها مرددة إياها، وتهواها مصغية إليها ومن العادات الملحوظة وذات الدلالة في هذه الشعوب أن الأطفال يغنون، والباعة إذ يروجون لبضائعهم يغنون، بل إن النساء حين يبكين موتاهن الأعزة يغنين - [2] - وقد عنيت الثقافة العربية الإسلامية بالغناء والألحان: ففى اللغة:
الغناء من الصوت ما طرب به ... وقد غنى بالشعر، وتغى به ... وغنإ بالشعر، وغنإ أياه ... ويقال: غنى فلان يغى أغنية، وتغى بأغنية حسنة، وجمعها الأغاني ... وغنى بالمرأة: تغزل بها غناه بها: ذكره إياها ... وغنى الحمام، وتغى: صوت [1] وقال أبو العباس: ويقال إن الغناء إنما سمى غناء، لأنه يستغنى به صاحبه عن كثير من الأحاديث، ويفر إليه منها، ويؤثره عليها ... [2] وصاحب (العين): [1] انظر: ابن منظور: لسان العرب فصل الغين، حرف الواو والياء، ج 19 ص 376 و 377. [2] انظر: ابن سيده: المخصص ج 13 ص 9 - باب الملاهي والغناء
(1/ 6)
--------------------------------------------------------------------------------
اللحن من الأصوات: المصوغة الموضوعة، والجمع: الحان، ولحون [1] ولحن في قرإته: إذا غرد وطرب فيها بألحان (2) وهو ألحن الناس: اذا كان أحسنهم قراءة أو غناء (3) وقال في (الصحاح): التلحين: التخطئة وقال فيه: ... وهو ألحن الناس: اذا كان أحسنهم
قراءة أو غناء وقال ساجقلى زاده: وبالحملة، ان اللحن يجئ بمعنين: (أحدهما) الخطأ في القراءات (والآخر) الصوت الحسن المطرب، وبجمع - بكل من المعنين - على لحون وألحان [1] ابن سيده: نفس المرجع (2) ابن منظور: اللسان - فصل الام، حرف النون ج 17 ص 263 (3) نفس المرجع
(1/ 7)
--------------------------------------------------------------------------------
والأول: هو ما ذكر في كتب التجويد، وانفسم إلى: جلى: وهو حرام بلا خلاف وخفى: وهو مكروه: بعضه تحريما، وهو ما يعرفه عامة القراء، وبعضه تنزيها، وهو مالا يعرفه إلا مهرة القراء [1] وتكلم ابن سيده عن (الطبقة) في الغناء، فقال: ( ... والطبقة حد مختار للصوت، وينبغى أن توضع الألحان فيما شاكلها من الأشعار: فمنها: ما يبكى ويرقق، وهو لما كان من الشعر في الغزل، والتشوق إلى الوطن، والبكاء على الشباب، والمراثي والزهد ومنها: ما يطرب، وهو لما كان في نعت الشراب،
وذكر الإماء، والمجالس، والصبوح، والدساكر.
ومنها: ما يشوق وترتاح له النفس، مثل صفة الأشجار والزهر، والمتنزهات، والصيد [1] رسالة في التغني واللحن ص 8 (مخطوطة لدنيا مصورة عن مخطوطة بدار الكتب والوثائق القومية)
(1/ 8)
--------------------------------------------------------------------------------
ومنها: ما يسر ويفرح، وبحث على الكرم، وهو لما كان في المديح والفخر، وصفة اللمك.
¥
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 1 صفحه : 421