responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 323
الذي لا عجب بعده أن نسكت أو نقصر وإن من أحكم الوسائل لجذب الأمّة إلى القرآن، وصف القرآن، وتشويق الناس إلى الإقبال عليه وتدبّره وفهمه.
فمن التسديد في الرأي والمقاربة في العمل أن ترشد الأمّة الإسلامية إلى معرفة ما ضيّعت من خير وما خسرت من هداية، بتضييعها للقرآن وإنما تعرف ذلك ويبلغ مكامن الوجدان من نفوسها، من وصفه والإشادة بشأنه والتنويه بجلاله وخطره والتنبيه على ما يحتوي عليه من العلوم الكثيرة بألفاظ قليلة، وتقريب ما ينطوي عليه من المرامي المفيدة، بالكلمات القريبة، وشرح ما فيه من الحقائق المتفرقة بالجمل الجامعة، فإن ذلك يكون أدعى لرجوع النفوس الجامحة عنه إليه وأعون على فيأتها إلى حماه والاستظلال بظله والاستمساك بحبله.
وليت شعري، أي بيان يضطلع بهذا؟ إن وصف القرآن وأساليب التشويق إلى القرآن لا توجد على أكملها في غير القرآن، فلو أن البلغاء من كل أمة وفي كل جيل اجتمعوا على أن يصفوه ببعض ما وصف به نفسه. وكانت قلولهم على قلب رجل واحد وألسنتهم على لسان رجل واحد لعجزوا وقعد بهم القصور دون الغاية من ذلك.
ولقد وصفه جماعة من الباحثين في إعجازه وأسراره، والمتكلمين على قصصه وأخباره والمنقّبين على مثلاته وعبره، والغائصين على نكت التناسب بين آيهِ وسوره. فجاءوا بما يشبه قصورهم الإنساني لا بما يشبه كماله الإلهي! ووصفه قبلهم أعداؤه اللد من مضغة الشيح والقيصوم أوصافًا منصفة فما بلغ هؤلاء ببلاغتهم ولا أولئك بإيمانهم وعلومهم غاية مما يريدون. وصفه الوليد بن المغيرة فقال: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وأن أعلاه لمثمر. فعبّر بهذا الوصف عن وجدانه النفسي وعن أثر القرآن في ذلك الوجدان. ولاتصال الشعور بالوجدان جاء هذا الوصف شعريًا كما ترى. وكأنه انصاف منتزع من نفس جائرة، وإقرار مقتلع من سريرة حائرة.
ووصفه شرف الدين البوصيري وصفًا لا غاية بعده من كلام المخلوق في الروعة الشعرية وتمكن الاقتباس وصدق التمثيل فقال:
الله أكبر إن دين محمد … وكتابه أقوى وأقوم قيلا
طلعت به شمس الهداية للورى … وأبى لها وصف الكمال أفولا
والحق أبلج في شريعته التي … جمعت فروعًا للهدى وأصولا
لا تذكروا الكتْب السوالف عنده … طلع الصباح فأطفئوا القنديلا
ويا لله لهذا التمثيل المحكم في المصراع الأخير وما يحدثه في النفوس المفتونة بالمحسوسات.

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست