نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 41
تونس لاستقبال أخيه الإبراهيمي عند عودته إلى الوطن سنة 1920، وفي تبادل الزيارات بينهما. وتتبين هذه العلاقة- بعد تأسيس الجمعية- في تردد الإمام ابن باديس على الإبراهيمي في تلمسان، رغم بعد الشقة وكثرة الأعمال، وفي تكليفه بكثير من القضايا الهامة (الإشراف على سجل مؤتمر الجمعية رئاسة الاحتفال بحفل ختم تفسير القرآن الكريم - عدد مجلة الشهاب الخاص بحفل ختم التفسير- الرد على الطرقيين- إعداد برنامج الكلية الإسلامية .. ).
أما من جانب الإمام الإبراهيمي فقد تجلت تلك العلاقة في الإخلاص لأخيه الإمام ابن باديس في حياته، والوفاء له بعد وفاته، فأطلق اسمه على المعهد الذي أسسه تخليدًا له، ورفع له ذكره بما كتبه عنه من كتابات كمًّا وكيفًا، وأشاد بفضله على الجزائر حتى اعتبر " كل ما يعلو فيها من أصوات صدى مردد للكلمات النارية التي كان يقذفها لسان مبين، يترجم عن علم مكين ودين متين، وهو لسان المرحوم باني النهضات الجزائرية من غير منازع الإمام عبد الحميد بن باديس " [58]، "الذي جمع الله فيه ما تفرق في غيره من علماء الدين في هذا العصر وأربىَ عليهم بالبيان الناصع، واللسان المطاوع، والذكاء الخارق، والفكر الولود، والعقل اللماح، والفهم الغواص على دقائق القرآن وأسرار التشريع الإسلامي، والاطلاع الواسع على أحوال المسلمين ومناشئ أمراضهم وطرق علاجها، والرأي السديد في العلميات والعمليات من فقه الإسلام وأطوار تاريخه، والإلمام الكافي بمعارف العصر مع التمييز بين ضارها ونافعها، وكان مع التضلع في العلوم الدينية واستقلاله في فهمها، إمامًا في العلوم الاجتماعية، يكمل ذلك كله قلم بليغ، شجاع، يجاري لسانه في البيان والسحر، فكان من أخطب خطباء العربية، وفرسان منابرها، كما كان من كتب كتابها" [59].
والإمام الإبراهيمي عندما كتب وقال ما قال عن أخيه ابن باديس لم يكتبه أو يقلهُ مُجامَلة: "فما كان مبنى الأمر بيننا- ما عشنا- على الرياء والمجاملة" [60].
لقد من الله على الجزائر، إذ بارك في علاقة هذين الإمامين، وألَّف بين قلبيهما، وجمع جهديهما، وبعثهما فيها في أيام محنتها، وفي ساعة عسرتها، فجدد لها بهما أمر دينه، وأحيا بهما لغتها، وأخرجها بهما من الظلمات إلى النور، وبعثها بسعيهما من مرقدها، وأنقذها بهما من الاضمحلال.
يضم هذا الجزء المقالات التي عُثِر عليها، وهي تغطي الفترة الممتدة من سنة 1929 إلى سنة 1940. ولا ريب في أن للإمام الإبراهيمي- قبل سنة 1929 - كتابات، ولكننا لم
58) انظر مقال "مذكرة إيضاحية" في الجزء الرابع من هذه الآثار.
59) انظر مقال "الاستعمار الفرنسي في الجزائر" في الجزء الخامس من هذه الآثار.
60) انظر مقال "ذكرى عبد الحميد بن باديس- الثامنة وموقع معهده منها" في الجزء الثاني من هذه الآثار.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 41