نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 55
يغشى الشك اليقين أو نركن إلى نزعة القناعة والكفاف، فإنما يحسن ذلك لو كنا وحدنا في الميدان أو كانت الوسيلة هي قوة الساعد وصحة الأبدان. أما والعلم للساعد ظهير والعقل للرجل نصير فليس من الحكمة أن نهن أو نكسل، وليس من الحكمة أن نقف في الاستثمار عند طرائق الآباء والأجداد.
ألا فليعلم كل من لا يريد أن يعلم أن سوق المال اليوم معترك أبطال وأن في جوانبه رماة ونحن الهدف، وأن مكان المال من الحياة مكان الوريد من البدن، وأن الزمان قد دار دورته وقضى الله أن يصبح المال والعدم سلاحين لا يطمع طامع في الحياة بدونهما فلننظر مكاننا منهما ومكانهما منا.
إن سنة الاجتماع تقضي ببقاء الأنسب، فإذا كنا نريد أن نكون أنسب للبقاء فها هي الحكمة الهادئة.
- 3 -
جربنا العمل الفردي- في سوق المال - فوجدناه ينتج نفعا فرديا فقلنا هو مفيد في الجملة إذ لا يتألف المجموع إلا من الفرد. ونظرنا إلى أعمال التعاون والاجتماع عند غيرنا فوجدناها تفيد فائدة اجتماعية فاستحسناها بهذا الشعور الجديد فينا، فلماذا لا يكون استحساننا سلما لخوضنا غمارها؟ أنا أعتقد أنه سيكون ولكن لماذا لا ندخل هذا الباب بالتروي والأناة. وما المانع؟ المانع فيما أرى أنه لم تزل فينا بقية من التلفت لماضينا المالي وما يصحبه من الراحة وبقية من الخمول المميت وبقية من الجبن وبقية من الميل إلى العلم النظري وبقية من التقليد في السطحيات وبقية من العاطفة الجافة، عاطفة الالتذاذ بأحاديث ما قال الناس وما فعل الناس- هذه البواقي تظاهرها عقيدة القناعة والكفاف هي التي جلبت لنا هذا الشلل، أضيفوا إلى الكل تلك الخلة المشؤومة التي ما زلنا نشكو إلى الله منها وهي عدم ثقة بعضنا بالبعض. أفلا يتكون من هذا المجموع آفة مهلكة هي السبب في كل ما نشكوه من موت عاطفة التعاون المالي فينا؟
والذي تقتضيه الحكمة الهادئة. لنحفظ أنفسنا من هذه المزاحمة المريعة هو تأسيس شركات التعاون بين الفلاحين وشركات التعاون بين التجار لتقي الصغار من الجانبين شر تحكم الأجانب في أملاكهم ومجهوداتهم، ثم تأسيس مصارف مالية صغيرة تكون واسطة بين الجميع وتكون مع ذلك مستودعا للأموال المخزونة المعطلة ومرجعا لصناديق التوفير والاحتياط التي يجب أن تصحب هذه الحركة.
أنا أعتقد أنه إن جرت هذه المساعي بالحكمة والثقة المتبادلة وجرى معها مدد آخر من
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 55