نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 56
أقلام الكتاب وألسنة الخطباء والمعلمين ببث روح التعاون والتوفير، فإن اليوم الذي تلمس فيه النتيجة باليد ليس ببعيد. تبقى لنا في هذا المقام عقدة واحدة تلوكها ألسنة القاصرين في العلم الديني ولم نسمع فيها ممن يعتد برأيه في الدين ويتكلم فيه بلسان الهدى والدليل كلمة واحدة، هذه العقدة هي مسألة تثمير المسلم لماله بالربا المتعارف في البنوك. والمسألة مع كونها متشعبة على الرغم منا ودينية على الرغم منا وإن كانت تمس الاجتماع فليس هذا الحديث كافيا للإلمام بأطرافها، والرجاء كل الرجاء من سادتنا علماء الدين أن يدرسوا المسألة من طرفها الديني والاجتماعي ويوافونا بآرائهم مؤيدة بالدليل ومبنية على حكمة الشريعة ومقاصدها.
إخواني:
العاقل من جارى العقلاء في أعمالهم في دائرة دينه وقوميته ووجدانه، والحازم من لم يرض لنفسه أخس المنازل، وأخس المنازل للرجل منزلة القول بلا عمل، وأخس منها أن يكون الرجل كالدفتر يحكي ما قال الرجال وما فعل الرجال دون أن يضرب معهم في الأعمال الصالحة بنصيب، أو يرمي في معترك الآراء بالسهم المصيب.
إخواني:
الأدلة قائمة على أننا محرومون من أقوال الرجال وأعمال الرجال، أقوال الرجال مقرونة بالصدق والانجاز وأقوالنا لغو من الحديث يجري على الألسنة مثل برسام المحموم، وأعمال الرجال مقرونة بنتائجها الملموسة باليد، وأعمالنا عبث من المحاكاة فنحن صبيان في العمل وإن كنا رجالا في الصورة والمظهر.
إخواني:
إن من كتم داءه قتله، ما دمنا ونحن بمعزل عن الحقائق وفي صمم عن استماع النصائح فنحن بعداء عن الحق، وما الحق إلا أن نتحد ونسعى بلا فتور. ما الحق إلا أن نتعاون، ما الحق إلا أن ندع التخاذل جانبا ونتصافح على الاستماتة في سبيل الحق، ما الحق إلا أن نزن الأشياء بموازينها فلا ندع المجال للوهم ينقض ويبرم ويبرز لنا السفاسف في صورة الجبال ويظهر لنا الجلائل بمظهر التافه الحقير، فهذا نوع غريب من أمراض النفوس ما فشا في أمة إلا وكان عاقبة أمرها خسرا.
إخواني:
نحن اليوم واقفون على أبواب حياة أدبية جديدة ومبدأ نهضة عمرانية لم تزل في طور التكون والنبات، وتدرجها في مدارج النمو متوقف على تدبيرنا، فإن أحسنا الصنع في تربيتها لم تلبث أن تؤتي أكلها وتدني جناها، وإن تواكلنا في المبدإ وتخاذلنا وتمادينا على ما نحن
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 56