نام کتاب : مختصر تفسير سورة الأنفال نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 14
يقول: لا تخونوها لا تنقصوها" وقال عروة [1]: "أي لا تظهروا له ما يرضى به عنكم ثم تخالفوه في السر إلى غيره، فذاك هلاك لأمانتكم". وقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [2] أي: اختبار ليعلم أتشكروه أم لا، قال ابن مسعود [3]: "ما منكم أحد إلا وهو مشتمل على فتنة، فأيكم استعاذ فليستعذ بالله من مضلات الفتن".
وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [4] أي: فصلا بين الحق والباطل، وقيل: نصرا، وقيل: نجاة، والأول أعم؛ فإن من اتقى وفق لمعرفة الحق، فكان ذلك سبب نصره ونجاته من شدائد الدنيا والآخرة وتكفير ذنوبه -وهو محوها- وغفرانها، وهو سترها عن الناس.
ثم قال: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [5] هذه الآية نزلت في تشاورهم في دار الندوة في شأنه لما أراد الهجرة، هل يثبتونه أي يحبسونه ويوثقونه [6]، أو يقتلونه، أو يخرجونه أي ينفونه من مكة. والقصة مذكورة في السيرة بطولها [7]. يقول الله تعالى: واذكر نعمته عليك وعلى المسلمين إذ خلصتك من تلك الشدة، ومكرت بهم بكيدي المتين.
ثم قال: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا [1] ابن كثير: 2/301 مع زيادة كلمة "من الحق". [2] سورة الأنفال آية: 28. [3] ابن جرير: 9/224 مع زيادة حرف "من" في "من أحد". [4] سورة الأنفال آية: 29. [5] سورة الأنفال آية: 30. [6] في الأصل: ويوثقوه. [7] انظر مثلا سيرة ابن هشام: 2/92- 95.
نام کتاب : مختصر تفسير سورة الأنفال نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 14