نام کتاب : مختصر تفسير سورة الأنفال نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 15
إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [1]: يخبر تعالى عن كفرهم وتمردهم أنهم إذا تليت عليهم الآيات يقولون: لو نشاء لقلنا مثل هذا. وقد تحداهم غير مرة أن يأتوا بسورة من مثله فلم يقدروا وإنما قالوا هذا ليغروا من اتبعهم، والقائل لهذا هو النضر بن الحارث[2]، ولذلك "أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله يوم بدر صبرا، فقال المقداد: يا رسول الله أسيري، فقال: إنه كان يقول في كتاب الله (ما يقول، فأمر بقتله. فقال المقداد: يا رسول الله، أسيري، فقال: اللهم أغن المقداد من فضلك. فقال المقداد: هذا الذي أردت" [3] ومعنى أساطير الأولين: أي كتبهم يتعلم منها؟ وقوله: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ} الآية: هذا من عظيم عنادهم، وكان الأولى أن يقولوا: {إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} [4] فاهدنا إليه. وكذلك قال الجهلة من الأمم السالفة كقول قوم شعيب: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ} [5] الآية، وقال عطاء 6:"وهو النضر بن الحارث" فقال الله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} [7]، وقال: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [8]. ولقد أنزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله. قال قتادة [9]: "قال سفهة هذه الأمة وجهلتها، فعاد الله بعائدته ورحمته على سفهة هذه الأمة وجهلتها". وقوله: {وَمَا كَانَ [1] سورة الأنفال آية: 31-32. [2] زاد المسير: 3/348. [3] ابن جرير: 9/231, ابن كثير: 2/304. [4] سورة الأنفال آية: 32. [5] سورة الشعراء آية: 187.
6 ابن جرير: 9/232, ابن كثير: 2/304. [7] سورة ص آية: 16. [8] سورة المعارج آية: 1. [9] ابن جرير: 9/233, ابن كثير: 2/305.
نام کتاب : مختصر تفسير سورة الأنفال نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 15