responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 616
استردّ الملك من الضّحّاك العاديّ واجتمع معه عشيرته كلّهم، وهم بنو أرفخشد، تكلف على النّجوم وأعجبه ذلك فاعتقده، ثمّ سوّلت له نفسه دعوى الرّبوبيّة فادّعاها، واصطنع لنفسه سبعة نفر من عشيرته سمّاهم الكوهيارين، وفوّض إلى كلّ واحد منهم أمرا من أموره، ورتّب المراتب فكان آزر بين الأصنام، ثمّ إنّ أمر إبراهيم عليه السّلام وفساد ملك نمرود بسببه [كان] [1] شيئا موهوما مخوفا من جهة علم نبويّ كان قد بقي من نوح عليه السّلام، أو من جهة رؤيا رآها إبراهيم نمرودا له، أو من جهة [2] ما وضع الله ذلك على ألسنة الكهنة والعامّة على سبيل الإرجاف وفي تقادير المنجّمين، فأمر نمرود بقتل الصّبيان، وأمر بحبس النّساء عن أزواجهنّ، وجعل نساء حضرته في حصن حصين ووكّل آزر عليهنّ، وهو شيخ أمين عنده، ولا مردّ لقضاء الله، فكان من قضاء الله وقدره أن خرجت إليه امرأته [3] ذات يوم من الحصن بطعام وقت الهاجرة، فإذا نظر إليها آزر لم يملك نفسه أن واقعها فأعلقها، ولمّا ظهر الحبل سقط في يده وخاف على نفسه، ووعدته امرأته أن تخبره بوضع الحمل الثقيل إن كان غلاما، فلمّا وضعت إبراهيم عليه السّلام أشفقت عليه وأخفته في مفازة، وقالت لآزر: إنّي ولدت ولدا ميّتا فدفنته، فصدّقها، وكانت تأتيه فتجده [4] يمصّ إبهامه، ولمّا بلغ سبع سنين أظهرته على آزر، وقد [5] ألقى الله عزّ وجلّ عليه محبة فلم يجد آزر من نفسه أن يسلمه للقتل. ثمّ ألهم [6] الله عزّ وجلّ إبراهيم التّوحيد وذمّ الأصنام، وكان [7] يدعو أباه، وهو يزجره ويهدّده بالملك وبالقتل، ويظنّ أنّه يقول ذلك من غرّه [8] وصباه حتى إذا كسر الأصنام وظهر أمره قال نمرود لآزر:
ما الذي حملك على كفران نعمتي وكتمان أمر هذا الغلام؟ قال: أيّها الملك لا تعجل فإنّي إنّما فعلت ذلك نصيحة لك ونظرا لرعيّتك فإنّك تفني الرّعيّة خوفا من عدوّك ولا تعرفه، وأنا ربّيت هذا الغلام وظهر [9] أنّه عدوّك فاقتله ثمّ استرح وأرح النّاس، ثمّ كان من أمر إبراهيم عليه السّلام ما كان [10].

[1] يقتضيها السياق.
[2] في ك: جملة. والعبارة قبلها مضطربة.
[3] في ب: امرأة.
[4] في الأصل: فيجده، وهو تصحيف.
[5] في ك: فقد.
[6] في ب: ألهمه، والهاء مقحمة.
[7] النسخ الثلاث: فكان.
[8] في ع: عزه، وبعدها في ك وع: وصبا، بدل (وصباه).
[9] في ع: فظهر.
[10] ينظر: تفسير البغوي 2/ 108 - 110، والقرطبي 7/ 24.
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 616
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست