نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 769
وقصّة مرض النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقيل: مروا أبا بكر ليصلّي بالنّاس إلى أن بايعوا أبا [1] بكر.
عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله [2] قال: لمّا كان اليوم الذي قبض فيه أبو بكر الصّدّيق فسجّوه بثوب ارتجّت المدينة بالبكاء وأبلس النّاس كيوم قبض فيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وجاء عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه مسرعا مسترجعا باكيا وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النّبوّة من أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر رضي الله عنه مسجّى فقال: رحمك الله [يا] [3] أبا بكر، كنت إلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنسه ومستراحه وثقته وموضع سرّه، (142 و) كنت أوّل القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدّهم يقينا وأخوفهم قلبا وأعظمهم غناء في دين الله وأحوطهم على رسوله [4] وأحدبهم على الإسلام وأيمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم وسيلة من رسول الله وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا ورحمة وفضلا وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه وأوثقهم عنده، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا، صدّقت رسوله [5] حين كذّبه النّاس فسمّاك الله في تنزيله صدّيقا فقال عزّ وجلّ: {وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزّمر:33]، جاء بالصّدق بمحمّد وصدّق به [6] أبو بكر [الصّدّيق] [7]، وآسيته حين بخلوا، وكنت معه عند المكاره وحين عنه قعدوا، وصحبته في الشّدّة وأكرم صحبة {ثانِيَ اِثْنَيْنِ،} وصاحبه في الغار، والمنزّل عليه السّكينة، ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين الله وأمّته، فأحسنت الخلافة حين ارتدّ النّاس فقمت في دين الله قياما لم يقم به خليفة نبيّ قطّ، فنهضت حين وهن أصحابك، وبرزت [8] حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ همّوا، كنت خليفته حقّا لم تنازع ولم تصدّع برغم المنافقين وكبت الكافرين وكره الحاسدين وصغر الفاسقين وغيظ الباغين، فقمت بالأمر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا [9]، ومضيت بنور الله إذ وقفوا، واتّبعوك فهدوا، كنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوتا وأقلّهم كلاما وأصوبهم منطقا وأطولهم صمتا [1] في ك: أبي، و (أبا بكر) ليست في ب. وينظر: صحيح البخاري 1/ 240، ومسلم 1/ 313، وابن خزيمة 3/ 53. [2] (صاحب رسول الله) ليس في ك، وبعدها في ع: ثم، وهي مقحمة. [3] من ك. [4] مكانها في ك: رسول الله. [5] مكانها في ك: رسول الله. [6] (جاء بالصدق بمحمد وصدق به) ليس في ب. [7] من ك. [8] في ب: ويرزق. [9] في ك وع: تنفنفوا، وفي ب: تنفقوا. «والتّعتعة في الكلام: أن يعيا بكلامه ويتردّد من حصر أو عيّ»، لسان العرب 8/ 35 (تعع).
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 769