responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التيسير في أحاديث التفسير نویسنده : محمد المكي الناصري    جلد : 1  صفحه : 358
الفرد المسلم حتى لا يفتن في دينه، وتحرير الجماعة المسلمة حتى لا تفتن في دينها اختار كتاب الله أن يبرز هذا الهدف بشكل قوي، حتى تلتفت إليه جميع النظار، فجعله في مطلع هذا الربع منذ البداية، لأنه هو المقصد والغاية، وما يتبعه ويليه إنما هو وسيلة إليه، وذلك قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}.

فاستثار كتاب الله حمية المسلمين، لإنقاذ إخوانهم المستضعفين الذين لم يستطيعوا الهجرة من مكة إلى المدينة بجانب بقية المهاجرين، ممن أصبحوا مغلوبين فيها على أمرهم، معرضين لسائر صنوف الأذى من طرف المشركين.

ووصف كتاب الله بمنتهى الدقة، وبصيغة بالغة التأثير تثير المشاعر، الحالة النفسية القلقة لأولئك المستضعفين من الرجال والنساء والولدان المعذبين من أجل عقيدة الإيمان، وما هم عليه من تبرم بنوع الحياة الجهنمية التي يتحملونها بمكة، وما يتوجهون به إلى الله صباح مساء من دعاء خاشع وابتهال صادق، ليعينهم على الخلاص من ربقة الشرك، والخروج من القرية الظالم أهلها إلى المدينة التي آمن أهلها، أملا في اللحاق بالرسول وصحبه من المهاجرين والأنصار، وذلك قوله تعالى: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا}.

وفي هذا السياق بين كتاب الله الفرق الجوهري والأساسي بين جهاد المؤمنين وقتال الكافرين، فالجهاد الذي فرضه الإسلام

نام کتاب : التيسير في أحاديث التفسير نویسنده : محمد المكي الناصري    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست