نام کتاب : التفسير البسيط نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 413
لم يعرف تفسير كل حرف على حدته، وما وضع له ذلك اللفظ.
وكذلك قوله:
وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إلَّا لِتَضرِبِي ... بِسَهْمَيْكِ فِي أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ (1)
معنى هذا البيت أنه يقول لامرأة: ما بكيت إلى لتأخذي بمجامع قلبي، فمن [2] عرف هذا فقد عرف معنى البيت، لكنه إنما عرفه من قول من عبر عن مراد الشاعر بهذا لا من قول الشاعر. ودون أن تعرف وضع ألفاظه، والمراد بكل حرف منه: خرط القتاد [3].
وعلى هذا النحو جميع كلام العرب، مثل قولهم: (أبى الحقين العذرة) [4] يضرب لمن يعتذر، وظاهر حاله يكذبه، ومعرفة هذا المعنى لا
(1) (ذرفت) دمعت، (الأعشار): القطع والكسور، يقول: ما بكيت إلا لتجرحي قلبا مكسرا، ولم تبكي لأنك مظلومة، واختار الأزهري في معنى البيت ما ذكره أحمد بن يحيى، وهو: أن المراد (بسهميك) سهمي قداح الميسر، ويكون المعنى: أنها ضربت بسهامها على قلبه فخرج لها السهمان المعلى والرقيب، إذا فاز الرجل بهما غلب على الجزور كلها، فهي غلبته على قلبه كله.
ورد البيت في "التهذيب" (عشر) 3/ 2447، و (قتل) 3/ 2884، "معجم مقاييس اللغة" (عشر) 4/ 326، و (قتل) 5/ 57، "المخصص" 5/ 53، "مجمل اللغة" (عشر) 3/ 670، و (قتل) 3/ 743، "شرح القصائد المشهورات" للنحاس ص 16، "اللسان" (قتل) 6/ 3530، "ديوان امرئ القيس" ص 114. [2] في (ب): (لمن). [3] في المثل (دونه خرط القتاد): والقتاد شجر له شوك، والخرط: أن تمر يدك على القتادة من أعلاها إلى أسفلها حتى ينثر شوكها، والمثل يضرب للأمر الشاق.
انظر: "المستقصى في أمثال العرب" 2/ 82، و 3/ 342 (قتد). [4] الحقين: اللبن المحقون، العذرة: العذر. المثل في قوم اعتذروا إلى ضيف ولهم لبن، فقال: لا يسوغ اللبن معذرتكم. وقيل: المثل في رجل حقن إهالة (الودك المذاب) وزعم لضيف أنها سمن، فلما صبها جعل يعتذر فقال الضيف: أبي الحقين العذرة. =
نام کتاب : التفسير البسيط نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 413