responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس    جلد : 1  صفحه : 688
ذلك، وسُجِن بالإسكندرية مدةً، ثم عاد إلى دمشق.
وحكى من شجاعته في مواقف الحرب نوبة شقحب ونوبة كسروان مالم يُسمع إلا عن صناديد الرجل وأبطالِ القتال وأحلاسِ الحرب، تارةً يباشر القتال، وتارةً يُحرِّض عليه.
ولما جاء السلطان إلى شقحب لاقاه إلى قرن الحرَّة، وجعل يشجِّعه ويُثبِّته، فلما رأى السلطان كثرة التتار قال: يا لخالد بن الوليد فقال له: لا تقل هذا، وقل يا الله، واستغثْ بالله ربَّك، ووحِّدْه وحدَه تُنْصر، وقل: يا مالكَ يوم الدين إياك نستعين. ثم ما زال يُقبل تارةً إلى السلطان يُهدّئُهما ويَربِط جأشهما حتى جاءَ نصرُ الله والفتح.
وحُكي أنه قال للسلطان: اثبُتْ فإنك منصور، فقال له بعض الأمراء: قل: إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا، فكان كما قال.
قال الشيخ المقرئ عبد الله بن أحمد بن سعيد: مرضتُ بدمشق مرضًا شديدًا، فجاءني ابن تيمية رضي الله عنه، وجلس عند رأسي وأنا مُثقَل بالحمَّى والمرض، فدعا لي، ثم قال: جاءت العافية، فما كان إلا أن قام وفارقني، وإذا بالعافية قد جاءت، وشُفِيتُ لوقتي.
وكان يجيئه من المال في كل سنة مالا يكاد يُحصى، فيُنفقه جمعه آلافًا ومئين، لا يلمس منه درهمًا بيده، ولا ينفقه في حاجةٍ له، وكان يعود المرضى، ويُشيّع الجنائز، ويقوم بحقوق الناس، ويتألَّف قلوب الناس، ولا ينسب إلى باحثٍ لديه مذهبًا، ولا يحفظ لمتكلم عنده زلَّةً، ولا يشتهي طعامًا، ولا يمتنع من شيء منه، يأكل مما حضر، لا يتكدِّرُ صفوه، ولا يسأمُ عفوُه.

نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس    جلد : 1  صفحه : 688
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست