نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 689
وآخر أمره أنه تكلَّم في مسألتي الزيارة والطلاق، فأُخِذ وسُجِن في قلعةِ دمشق في قاعة، فتوفي بها وصُلِّي عليه بالقلعة، ثم حُمِل على أصابع الرجال إلى جامع دمشق ضَحوةَ النهار، وصُلّي عليه، ودُفن بمقبرة الصوفية، وما وصل إلى قبرِه إلا وقت العصر، وخرج الناس من جميع أبواب البلد، وكانوا خلقًا لا يُحصيهم إلا الله تعال، وحُزِر الرجال بستين ألفًا والنساء خمسة لآلف، وقيل أكثر من ذلك. ورأيت له منامات صالحة. ورثاه جماعات من الناس بالشام وبمصر والعراق والحجاز والعرب من آل فضلٍ.
هذا ما أورده شهاب الدين أحمد بن يحيى بن محمد الكرماني العمري الشافعي المعروف بابن فضل الله الدمشقي في كتابه «مسالك الأبصار في أخبار ملوك الأمصار».
ونقلت عن «اتحاف النبلاء المتقين بإحْياء مآثر الفقهاء والمحدثين» للسيد البدر الكامل العلاّمة المعروف بإحياء المعارف إلى يوم القيامة، الفائح عَرْفه بين كل نجد وتهامة، القائم بأعباء الإيمان ثم الاستقامة، المضاهي بالسلف الصالح سيماءً وعلامة، المستمطر ببركاته إذا بخلت الغمامة، المقدم بفقاهته ونبهاته على أبي يعلى وابن قدامة، سيدنا الآتي ذكرة الشريف في الختام حُبّا وكرامه، طيَّب الله لياليه وأيامه، وأبقاه محروسًا عن الرزايا وحباه ما فيه السلامه.
قال الحافظ ابن رجب الدمشقي: مكث الشيخ ـ أي: تقي الدين أبو العباس ـ في القلعة من شعبان سنة ست وعشرين إلى ذي القعدة سنة ثمان وعشرين، ثم مرض بضعة وعشرين يومًا، ولا يعلم أكثر الناس مرضه، ولم يفجأهم إلا موته.
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 689