responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 414
وكثرة توجهه إليه، وأنا لا أعتقد فيه عصمة، بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية؛ فإنه كان بشرًا من البشر، تعتريه حدة في البحث، وغضب وصدمة للخصوم، تزرع له عداوة في النفوس، ولولا ذلك، لكان كلمةَ إجماع، فإنَّ كبارَهم خاضعون لعلمه، معترفون بأنه بكر لا ساحلَ له، وكنز ليس له نظير، ولكن ينقمون عليه أخلاقًا وأفعالاً، وكلُّ أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال الذهبي: وما كان متلاعبًا بالدين، ولا يتفرد بمسائل بالتشهي، ولا يطلق لسانه بما اتفق، بل يحتج بالقرآن والحديث والقياس، ويبرهن ويناظر أسوة لمن تقدمه من الأئمة، فله أجر على خطئه، وأجران على إصابته، انتهى.
قال الشوكاني: ومع هذا، فقد وقع له مع أهل عصره قلائل وزلازل، وامتُحن مرة بعد أخرى، وحُبس حبسًا بَعد حبس، وجرت فتن عديدة، والناس قسمان في شأنه: فبعضٌ منهم مقصر به عن المقدار الذي يستحقه، بل يرميه بالعظائم، وبعض آخر يبالغ في وصفه، ويجاوز به الحدَّ، ويتعصب له كما يتعصب أهل القسم الأول عليه، وهذه قاعدة مطردة في كل عالم يتبحر في المعارف العلمية، ويفوق أهل عصره، ويدين بالكتاب والسنة؛ فإنه لا بد أن يستنكره المقصرون، ويقع له معهم محنة، ثم يكون أمره الأعلى وقوله الأولى، ويصير له بتلك الزلازل لسان صدق في الآخرين، ويكون لعلمه حظ لا يكون لغيره، وهكذا كان حال هذا الإمام؛ فإنه بعد موته عرف الناس مقداره، واتفقت الألسن بالثناء عليه، إلا من لا يُعتد به، وطارت مصنفاته، واشتهرت مقالاته، انتهى.
وقد ترجم له جماعات، منهم: الشهاب ابن فضل الله العمري في "مسالك الأبصار"، وكتب ترجمة حسنة طويلة عريضة كاملة، ومنهم: العلامة ابن رجب الحنبلي في "طبقاته"، وأثنى عليه ثناء كثيرًا، ومنهم: ابن شاكر صاحب "فوات الوفيات"، ومنهم: الشيخ مرعي، وسماها: "الكواكب الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية"، ومنهم: الحافظ ابن عبد الهادي، ترجم له في مجلد مفرد،

نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست