responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 418
وإذا أتتكَ مَذَمَّتي من ناقِص ... فهيَ الشهادةُ لي بأنِّي كامِلُ
وكان الحافظ المزي يبالغ [في] تعظيم الشيخ، والثناء عليه، حتى كان يقول: لم ير مثله منذ أربع مئة سنة، وقال ابن رجب: بلغني من طريق صحيح عن ابن الزملكاني: أنه سئل عن الشيخ، فقال: لم نر من خمس مئة سنة أو أربع مئة سنة - الشك من الناقل، وغالب ظنه أنه قال: من خمس مئة سنة - أحفظَ منه. وكذلك المشايخ العارفون؛ كالقدوة محمد بن قوام. ويحكى أنه كان يقول: ما أسلمت معارفنا إلا على يد ابن تيمية، والشيخ عماد الدين الواسطي كان يعظمه جدًا، ويتلمذ له، مع أنه كان أسنَّ منه، وكان يقول: قد شارف مقام الأئمة الكبار، ويناسب قيامُه في بعض الأمور مقامَ الصديقين.
وكتب رسالة إلى خواص أصحاب الشيخ يوصيهم بتعظيمه واحترامه، ويعرفهم حقوقه، ويذكر فيها أنه طاف أعيان بلاد الإسلام، ولم ير فيها مثل الشيخ عملاً وعلمًا، وحالاً وخلقًا واتباعًا وكرمًا وحلمًا في حق نفسه، وقيامًا في حق الله عند انتهاك حرماته، وأقسم على ذلك بالله ثلاث مرات، ثم قال: أصدقُ الناس عقلاً، وأصحهم علمًا وعزمًا، وأنفذُهم وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه، وأسخاهم كفًا، وأكملهم اتباعًا لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما رأينا في عصرنا هذا من يستجلي النبوة المحمدية وسننها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل؛ بحيث يشهد القلب الصحيح - أن هذا هو الاتباعُ حقيقة.
قال: وطوائفُ من أئمة الحديث، حُفَّاظُهم وفقهاؤهم كانوا يحبون الشيخ، ويعظمونه، ولم يكونوا يحبون له التوغلَ مع أهل الكلام ولا الفلاسفة كما هو طريقة أئمة الحديث المتقدمين؛ مثل الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، ونحوهم، وكذلك كثير من الفقهاء وغيرهم كرهوا له التفرد ببعض شذوذ المسائل التي أنكرها السلف على من شذ بها.
أقول: وهذا الإنكار منهم عليه إنكار جاهل على عالم، والمرء عدو لما جهل، والذي تفرد به شيخ الإسلام من بعض المسائل قد أثبته جماعةٌ من أهل العلم بالأدلة الصحيحة المحكمة الثابتة، وذبوا جنابه الرفيع عن تلك الإيرادات،

نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست